اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أفرزت عملية طوفان الأقصى التي اندلعت في فجر 7 تشرين الاول 2023 عددا من النتائج الفورية، منها إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي في صدارة القضايا السياسية العالمية، وهي قضية محورية ذات أبعاد إنسانية سياسية متشابكة الأطراف، تتداخل فيها المصالح الدولية بالعربية.

وبعد مرور 200 يوم على «طوفان الاقصى»، ما زلنا نشهد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وفي الواقع، فإن الكيان الصهيوني، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، يقوم بمجازر وإبادة جماعية ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين العزل في غزة. أغلب ضحايا جرائم الكيان هم من الأطفال والنساء وفي ظل عجز منظمات حقوق الإنسان عن إيقاف جرائم الاحتلال.

وجرائم نتانياهو لا تزال ايضاً مغطاة من إدارة جو بايدن، حيث برز هذا الدعم جلياً ومنذ ايام مع معارضة الولايات المتحدة لحصول الدولة الفلسطينية على العضوية في الكاملة الأمم المتحدة. وهذا التصرف يظهر أن الولايات المتحدة هي أهم داعم للكيان الإسرائيلي المجرم، وأن ادعاء واشنطن بشأن دعم الشعب الفلسطيني وحل قضيته عار عن الصحة تماما.ً

ووفق المعطيات الميدانية والسياسية، تشكل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية العامل الأساسي في منع الجهود العالمية الجادة لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وفي الحؤول دون قبول العضوية الكاملة للحكومة الفلسطينية في الأمم المتحدة، كما في عدم إصدار بيان من قبل مجلس الأمن لدعم اتفاقيات فيينا المعروفة ومبدأ حرمة الأماكن الدبلوماسية.

وفي هذا السياق يبرز التأكيد ان إلزام الكيان الإسرائيلي بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع القوات العسكرية وأدواتها ومعداتها من غزة ولزوم استعادة الأمن للشعب في مناطقها وأماكنها، هو تكليف/ أمر واجب على جميع الحكومات والمنظمات الدولية.

كما يفترض ضرورة تطبيق حظر شامل وفوري على أسلحة الكيان الصهيوني أو -ضرورة تطبيق عقوبات شاملة وفورية على أسلحة الكيان الصهيوني.

وتتوافر في الهجمات العسكرية الواسعة النطاق التي يشنها الكيان الإسرائيلي كافة العناصر المادية والمعنوية للعدوان الإجرامي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية. ولذلك، فإنها تستوجب تحميل المسؤولية الدولية للكيان وحلفائه، كما تستوجب محاكمة ومعاقبة جميع قادة ومنفذي وداعمي تلك الجرائم.

وهذا الكيان الإسرائيلي، باستناده الى دعم الحكومة الأميركية وبعض حلفائها، لا يقوم بمراعاة أي خط أحمر في اتباعه لسياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وفي حتى توسيع نطاق الحرب.

وهنا يجب التأكيد ان على المجتمع الدولي الآن أن يركز على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإنهاء الفوري للحرب.

وأثبتت التطورات والمقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الأشهر الستة الماضية مجددا أن القضاء على المقاومة الفلسطينية وحماس كحركة تحرير في وجه الاحتلال، ليس أكثر من وهم. كما أثبت دعم كافة شعوب المنطقة وطلاب الحرية في العالم لمقاومة الشعب الفلسطيني المحمودة أن هذا الشعب ليس وحيدا على الإطلاق في تحقيق هذا الحق الأصيل بموجب القانون الدولي. إن «إسرائيل» ليست دولة شرعية، إنها مجرد قوة احتلال، ومرور الوقت لن يعطي الشرعية لقوة الاحتلال... لأنه استناداً إلى مبادئ القانون الدولي المعروفة، فإن احتلال الأرض هو وضع مؤقت حتى لو استمر لعقود من الزمن.

من جهة ثانية يقوم جوهر وطبيعة الكيان الإسرائيلي على العدوان والاحتلال والإرهاب والإبادة الجماعية. ولذلك فإن جميع أعمالها السابقة، مثيل ما يسمى بمفاوضات السلام، والتوقيع على اتفاقيات إبراهيم، وتطبيع العلاقات، ليست غير مطالبة للسلام/ غير ساعية للسلام فحسب، بل كانت بطبيعتها مخادعة تماما، وبالنتيجة، لم ينتج منها أي نتائج عملية لجهة تحقيق الحقوق الأصيلة للأمة الفلسطينية.

الرد الايراني المشروع

وفي ظل العدوانية، تبرز احقية العملية التي قامت بها القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد المواقع العسكرية للكيان الصهيوني المعتدي، وهي تقع في إطار الدفاع المشروع والقانون الدولي.

ورغم أن إيران كان بإمكانها أن تنفذ هذه العملية على نطاق أوسع، لم يتم استهداف سوى ذلك الجزء من المواقع العسكرية للكيان الصهيوني، الذي تم الهجوم منه على السفارة الإيرانية في دمشق.

وتجدر الإشارة الى ان عدم كفاءة وعجز مجلس الأمن وعدم إدانته للهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، جعلت الخيار الوحيد المتبقي أمام إيران هو الدفاع المشروع عن النفس ومعاقبة الكيان الصهيوني.

نتائج باهرة لعملية الوعد الصادق

لقد درس خبراء القوة الجوفضائية في حرس الثورة كل تفصيل وجزئية عن المهمة، وعلى رأسها معرفة العدو معرفة شبه كاملة، حيث تولت لجان الابحاث دراسة « نظام الدفاع الجوي المتكامل الذي تطبقه قيادة السانتكوم في المنطقة، وتم تحديد الثُغر في النظام.

وتولت وحدة العمليات والدروس المستفادة وضع اجراءات للنفاذ من ثغر نظام الدفاع الجوي المتكامل وادماجها في خطة العملية الشاملة. وجرت دراسة المسارات المحددة للأهداف ومحاكاتها من خلال سيناريوهات متعددة. وتولت لجنة بنك الأهداف إعادة دراسة كامل ملفات الأهداف وتصنيفها وفق نظام خاص وضع لهذه العملية لتحديد معاني انتخاب الأهداف الرئيسية والثانوية، واعدت على أساسها الخطة الأولية للعملية. ثم جرى عرضها على كل اختصاص باختصاصه، وطلب تقديم خطط ثانوية ملحقة بالخطة الرئيسية وبعد دراسة وتقديم الخطط الثانوية، تولت لجنة العمليات صياغة الخطة بشكلها النهائي لأخذ الموافقة عليها.

وتم بعد الموافقة بناء غرف عمليات فرعية لكل اختصاص ترفد غرفة العمليات المركزية بأي تعديلات جديدة. تمت مراجعة كل التفصيلات والاحتلات وتقدير ردات الفعل وفق إمكانات العدو، حيث حددت ساعة الصفر والبدء بالتنفيذ الذي فاق التوقعات.

قراءة في الانجازات

وجاءت عملية الوعد الصادق لتردع العدو عن المس مجدداً باهداف ايرانية في الاقليم.

وتولت القوة الجوفضائية معظم الجهد المعقد في هذه العملية.

وجاءت عملية الرد الإيرانية تتويجاً لما راكمه محور المقاومة من نقاط منذ ستة أشهر على يد طليعتها المركزية «المقاومة الفلسطينية» وعلى يد جبهات الاسناد الاربعة (لبنان – سوريا – العراق – اليمن). فالضربة الايرانية «المنفردة» التي قطعت 1100 كيلومتر من أراضي إيران لتدك قواعد العدو الجوية والبرية وبعض مستودعاته الاستراتيجية، أعطت للجهد الذي يقوم به محور المقاومة منذ 7 تشرين الاول 2023 قيمة مضاعفة تضاف إلى النتائج المهمة التي تحققت.

وتنطلق عملية «الوعد الصادق» الايرانية من العقيدة القتالية التي صاغتها الجمهورية الاسلامية في إيران منذ عدة عقود ومن العناصر الدفاعية المقررة في هذه العقيدة القتالية والدروس المستفادة وعمليات التطوير المستمرة للقدرات الدفاعية الفتاكة.

واستخدمت القوة الجو فضائية في هذا الهجوم تكتيك الأسراب التي تتبعها أسراب مضاعفة، ثم أسراب الضربة الرئيسية، واستخدمت عدة مسارات لاشغال واغراق القوى التي ساهمت في الدفاع عن كيان العدو.

ولقد درس خبراء القوة الجو فضائية في حرس الثورة كل تفصيل وجزئية عن المهمة، وعلى رأسها معرفة العدو معرفة شبه كاملة، وتم بناء غرف عمليات فرعية لكل اختصاص ترفد غرفة العمليات المركزية بأي تعديلات جديدة.

ونجاح العملية مرتبط بمميزات صاروخ «خيبر شكن» الذي يجمع بفكرتي الصاروخ البالستي والصاروخ الجوال. ويتميز الصاروخ بقدرته على المناورة قي مرحلة الهبوط لاختراق وتجاوز معظم الدروع الصاروخية والانظمة المضادة للصواريخ ومراوغتها لضرب أهدافه المحددة بدقة وبقدرة تدميرية كبيرة ولكونه مزوداً بأجنحة كبيرة نوعاً ما ترفع من قدرته على المناورة والتوجيه الدقيق وتزيد من سرعته وتقلل من استهلاكه للوقود في المرحلة الاخيرة.

وتمت مراجعة كل التفصيلات والاحتلالات وتقدير ردات الفعل وفق إمكانات العدو، حيث حددت ساعة الصفر والبدء بالتنفيذ الذي فاق التوقعات.

وتطلبت العملية أجراءات فنية وعسكرية ضخمة محققة جميع الأهداف المقررة للعملية.

مجريات العملية

عند الساعة الثانية من فجر يوم 14-4-2024، وصل 80% من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها القوة الجوفضائية لحرس الثورة بتوقيتات متعددة لتصل بشكل متزامن في توقيت واحد لا يتعدى تأخره 15 ثانية.

نجاح القسم الأكبر من الوسائط الصاروخية والجوية الايرانية المطلقة من مسافة 1100 كيلومتر بالتملص من انظمة الاعتراض الصاروخي والجوي وأنظمة التشويش الاميركية وشريكاتها الفرنسية والاردنية والسعودية والمصرية والاماراتية.

وحقق الأهداف الكاملة للضربة الصاروخية حيث أصيبت ثلاث قواعد للوحدة 9900، بما فيها قاعدة ملحقة للوحدة 8200 تتولى التجسس على الميدان السوري والعراقي. وأصيبت ثلاث قواعد جوية رئيسية هي : نيفاطيم ورامون و النقب بأضرار بالغة، وأصيبت قاعدة بيلخيم وقاعدة حتساريم والقاعدة البحرية في إيلات وهدفان محددان في تل أبيب و حيفا، بما مجموعه 140 إلى 150 صاروخا ومسيرة.

ورغم إمطار هذه الصواريخ من قبل العدو بآلاف الصواريخ الاعتراضية من منظومات (القبة الحديدية – مقلاع داود – آرو 2و3)، فإن 50 في المئة من الصواريخ والمسيرات المتبقية من ال 280 أصابت أهدافها، خاصة قاعدة نيفاتيم الجوية التي دمرت بشكل كبير 15 صاروخاً بالستياً من طراز «خيبر شكن».

قد يتساءل سائل كيف وصلت تلك الصواريخ بسهولة إلى القاعدة، اليست تلك القاعدة محمية؟

الاجابة ان الامر مرتبط بمميزات صاروخ «خيبر شكن» الذي يجمع بين فكرتي الصاروخ البالستي والصاروخ الجوال وبين المسيرة الانقضاضية والذي يعتبر تطويراً مبدعاً لسلفه صاروخ «ذو الفقار» وأول أطواره صاروخ «فاتح 110» الذي استخدمته القوة الجوفضائية بضرب قاعدة عين الاسد في 8-1-2020 ثأراً للحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقه.

هذا الصاروخ البالستي الاستراتيجي الذي يبلغ مداه 1450 كيلومترا والمزود بالوقود الصلب، يتميز برأسه الحربي ونوعية المواد المتفجرة المستخدمة فيه، فضلاً عن قدرته التدميرية الهائلة التي ترتكز على عنصرين: الاول نوعية المواد المتفجرة فيه والثاني قدرة التحكم برأسه الحربي بعد انفصاله حتى اصابته هدفه بدقة بسرعة تتجاوز ال 7 إلى 9 ماخ.

ويتميز الصاروخ بالدرجة الأولى بقدرته على المناورة قي مرحلة الهبوط لاختراق وتجاوز معظم الدروع الصاروخية والانظمة المضادة للصواريخ ومراوغتها لضرب أهدافه المحددة بدقة وبقدرة تدميرية كبيرة، وهو مزود بأجنحة كبيرة نوعاً ما ترفع من قدرته على المناورة والتوجيه الدقيق وتزيد من سرعته وتقلل من استهلاكه للوقود في المرحلة الأخيرة.

تكتيكات القوة الجوفضائية

واستخدمت القوة الجوفضائية في هذا الهجوم تكتيك الأسراب التي تتبعها أسراب مضاعفة، ثم أسراب الضربة الرئيسية. واستخدمت عدة مسارات لاشغال واغراق القوى التي ساهمت في الدفاع عن كيان العدو والتي تبين حتى اعداد هذا التقرير أنها انطلقت من مطارات اماراتية وسعودية وكويتية ومصرية، فضلاً عن طائرات اعتراض انطلقت من حاملة الطائرات دوايت آيزنهاور وتشتيت منظومات الدفاع الجوي التي استخدمت وهي:

1. نظام صواريخ باتريوت الاعتراضية المحسنة.

2. نظاما (الدرع) وعددها صواريخAIM 120 الأرضية والجوية ضد المسيرات والصواريخ الجوالة، وقد استعملت هذه الصواريخ في 60% من عمليات الاعتراض.

3. نظاما ثاد 3 للدفاع الجوي ضد الصواريخ البالستية عالية المسار أحده أطلق من منشأة أميركية قرب خليج العقبة والثاني أطلق من قاعدة الظفرة الجوية في الامارات.

4. نظام القبة الحديدية والذي كان أضعف أنظمة الدفاع الجوي في هذا الاشتباك الصاروخي.

5. نظام حيتس 1 و2 و3 وهو نظام دفاع جوي ضد الصواريخ البالستية والاهداف عالية المسار وهو شبيه بنظام الثاد، ولكنه لم يجرب بشكل كاف حيث إن الجيلين الثاني والثالث من هذا النظام لم يختبرا ميدانياً بعد وما زالا قيد التطوير.

6. نظام مقلاع داود، وهو نظام ضد الصواريخ الجوالة كروز والوسائط الجوية المتوسطة المسار. وهو جزء من نظام الدفاع الصاروخي للعدو. ويتميز هذا النظام باستخدامه وسيلتي تعرف بنظام رادار نشط ونظام تصوير من باحث بالاشعة تحت الحمراء، وخضع هذا النظام لتجربة فاشلة لأول مرة، في هذه العملية الصاروخية.

دور ايران المحوري في «طوفان الاقصى»

وابرز عملية «طوفان الاقصى» الدور المحوري لإيران والذي يتكامل مع اطراف المحور في بناء محور يتميّز بنبذ التبعية ومراعاة الخصوصية لكل الشبكات المنتمية إليه، ما يزوّده بالقوة اللازمة للاستمرارية والنمو.

تجليات الدور الايراني

تؤمّن إيران العمق الاستراتيجي وتعمل على بنائه وتقويته لكل أطراف المحور، بما يوفرّ للجميع قدرًا من التفوّق يحول دون تشرذم المحور أمام أي مواجهة. هذا العمق تجسّد في عمل محور المقاومة والتطوّر الميدا في مفهوم «وحدة الساحات».

وتتحمّل إيران أعباء التذخير والتسليح والتمويل على مختلف أنواعه ومجالاته وفق سياسة مدروسة ومتوازنة المعاني ومحدّدة العناصر، تأخذ بعين الاعتبار الساحات والإمكانات والاحتياجات والأهداف. وقد ظهر في ميادين الساحات المختلفة في نصرة غزة الدعم الإيراني بالصواريخ والذخائر على أنواعها.

وتقوم إيران بالتنسيق والتشبيك مع كل الأطراف والأعضاء ضمن حدود الحفاظ على سيادة القرار لدى الجميع، ما يوفرًّ للجميع هامًشًا في العمل والقرار بناء على الوضع الخاص لكل جهة والظروف المحيطة والمحددات المعتبَرة. وساهمت هذه الميزة في تشكّل المحور بالدرجة الأولى، وتنامي نفوذه بالدرجة الثانية. برز هذا التنسيق بجهوزية الدعم من إيران وسائر جبهات المقاومة، ولو أن معركة طوفان الأقصى قامت بسريةّ تامة دون علم المحور.

وتؤمّن عملية استثمار إيران للطاقات والإمكانات ومختلف الموارد البشرية والجغرافية والنفطية الموجودة لديها قوة داخلية في صمود النظام والدولة والشعب بوجه كل التحديات وفي مختلف المجالات، تمامًا كما تزوّدها بالقوة الخارجية اللازمة لها على الصعيد السياسي والدبلوماسي والعسكري.

وتدفع أوراق القوة الإيرانية الاستراتيجية، وتحديدًا في ملفي النووي والقدرات العسكرية، إلى ردع الولايات المتحدة والكيان من خوض الحرب الشاملة في المنطقة. وطوال أشهر الحرب على غزة، قيّدت إيران امكانية التصعيد غير المحسوب، وأربكت الحركة الأميركية في محاولات الرد وترميم الردع، ودفعت به إلى الالتزام بخيار التصعيد في الهيمنة دون مستوى الحرب.

وتقوم إيران بالاشتباك في المنطقة الرمادية ما بعد الحرب والسلام بما تملك من أدوات مدنية وعسكرية، تربك الطرف الآخر، وتتملصّ من المخاطر المحدقة بها، وتعرقل نجاعة الخصم في الالتفاف على آليات الاحتواء.

ويوفرّ لها موقعها التنافسي في النفوذ والحضور آليات وأدوات الاشتباك في المنطقة الرمادية، والحفاظ على الكلفة المنخفضة أو المقبولة، حتى تحسن شروط تحقيق الأهداف والمصالح. وخلال الحرب على غزة، تبادلت إيران والكيان المؤقتّ الهجمات السيبرانية، وتحدث العدو الصهيوني عن اختراق مجموعات سيبرانية لمعلومات حساسة خاصة في مستشفى «زيف» الإسرائيلية.

ووصل التفوّق الإيراني التكنولوجي وتراكم الخبرات على مدى العقود الماضية إلى حدّ مشاغلة إيران سيبرانيًّا للولايات المتحدة والكيان المؤقت، وخلق هاجس السلاح النووي لدى كل منه. ويستفيد مختلف أعضاء المحور من هذه القدرات، بالحد الأدنى في عمليات تصنيع الأسلحة أو التزويد ببعض الشرائح اللازمة، فضًلًا عن الاستفادة من مجال التقدم في تقديم المساهمات الاقتصادية في مواجهة الحصار الأميركي على بعض دول المحور.

وفي طوفان الأقصى، كشفت المواجهات سواء ضد الكيان أو في الردود على القوات الأميركية الاستفادة من التكنولوجيا في الصواريخ المتطورة والموجّهة بصرياًّ والمسّيرات وأجهزة الاتصالات.

وينطبق استقرار المركزي على بقية الأعضاء والأطراف، فالخلل الذي يصيب أي طرف تنخفض خطورة تداعياته أمام الخلل المركزي.

وفي الوقت ذاته يؤمّن أمن المركز القدرة على معالجة الخلل وإعادة التوازن إلى الطرف.

من هنا، يشكّل استقرار إيران وأمنها حاجة أساس لكل المحور لأنها مركز الإمداد والدعم. وعليه، تدفع إيران ثمن نصرتها جبهات المقاومة من أمنها واستقرارها الداخلي، وهو ثمن لا تتنازل لأجله عما تراه من مبادئ ثورتها ونظامها، فتحاول احتواء الأزمات المتعمّدة والمدسوسة والتوازن ومجابهة تحديات الداخل والخارج. وتنطلق إيران من أمنها الداخلي كساحة للإمداد والدعم باتجاه بقية القوى والجبهات المقاومة.

وأثبتت إيران منذ قيام الثورة الإسلامية أنها لاعب قوي في المنطقة لا يمكن تجاوزه، واكتسبت نفوذاً في السياسة الخارجية في مسار طويل من الصبر والصمود والمواكبة.

وقد أظهرت فعالية في المسار الدبلوماسي سواء في المفاوضات النووية أو احتواء النزاعات الخارجية، وقد نشطت حركتها الدبلوماسية خلال طوفان الأقصى في تعزيز موقف حركة حماس والدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني ووقف الإبادة الجماعية.

آخر احصائيات المجزرة في غزة

ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الخميس (17 نيسان الجاري)، تحديثا لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال «الإسرائيلي» على قطاع غزة لليوم 195 (

- (195) يوماً على حرب الإبادة الجماعية.

- (3,002) مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال.

- (40,970) شهيداً ومفقوداً.

- (33,970) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات.

- (14,685) شهيداً من الأطفال.

- (30) طفلاً استشهدوا نتيجة المجاعة.

- (9,670) شهيدة من النساء.

- (485) شهيداً من الطواقم الطبية.

- (66) شهيداً من الدفاع المدني.

- (140) شهيداً من الصحفيين.

- (7,000) مفقودٍ.

- (76,770) مُصاباً.

- (72%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء.

- (17,000) طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.

- (11,000) جريح بحاجة الى السفر للعلاج «إنقاذ حياة وخطرة».

- (10,000) مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة إلى علاج.

- (1,090,000) مصاب بالأمراض المعدية نتيجة النزوح.

- (8,000) حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.

- (60,000) سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توافر الرعاية الصحية.

- (350,000) مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.

- (5000) حالة اعتقال من قطاع غزة خلال حرب الإبادة.

- (310) حالات اعتقال من الكوادر الصحية.

- (20) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم.

- (2) مليون نازح في قطاع غزة. - (178) مقراً حكومياً دمرها الاحتلال.

- (103) مدارس وجامعات دمرها الاحتلال بشكل كلي.

- (309) مدارس وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي.

- (237) مسجداً دمرها الاحتلال بشكل كلي.

- (313) مسجداً دمرها الاحتلال بشكل جزئي.

- (3) كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال.

- (86,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال كلياً.

- (294,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئياً غير صالحة للسكن.

- (75,000) طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على غزة.

- (32) مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة.

- (53) مركزاً صحياً أخرجه الاحتلال عن الخدمة.

- (159) مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال.

- (126) سيارة إسعاف استهدفها جيش الاحتلال.

- (206) مواقع أثرية تراثية دمرها الاحتلال.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟