اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


المقترح الفرنسي يريد تهدئة الاوضاع في الجنوب لا اكثر، وان كان المقترح ينص على ثلاثة بنود منها اعادة تموضع حزب الله من شمال الليطاني، واجراء مفاوضات لترسيم الحدود. وهنا نعلم ان الدور الفرنسي ايجابي تجاه لبنان وشعبه، لانه يدرك الازمات المتعددة التي يعيشها اللبناني، وبالتالي لا تريد فرنسا ان ينزلق لبنان الى حرب شاملة مع العدو الاسرائيلي.

انما وللاسف، يقارب الفرنسيون المدعومون من الاميركيين بشكل خاطئ موقف حزب الله من العدوان الاسرائيلي على غزة، ومطالبته بتقليص نسبة ضرباته على "الاسرائيلي" شمال فلسطين المحتلة. والحال  انه لا يمكن لاي جهة اقليمية او دولية ان تطالب الحزب بالتهدئة، لان المقاومة من منطلق ايديولوجي وعقائدي واخلاقي لن تكون في موقع المتفرج، عندما يقوم العدو الاسرائيلي بعدوان وابادة لشعب غزة منذ عملية طوفان الاقصى الى هذا التاريخ، اي لمدة ستة اشهر.

ان حزب الله هو مقاومة اولا وآخرا، وهو يخوض صراع وجود مع "الاسرائيلي"، حيث ان صواريخه ومسيراته وصلت الى عكا وقد تصل في وقت لاحق الى ابعد من عكا وحيفا اذا لزم الامر. وهنا الحزب اظهر للعدو الاسرائيلي انه قادر على تجاوز استخباراته والقبة الحديدية وايلامه بضربة قاسية، فضلا عن استهداف اللواء غولاني وتكبيده خسائر كبيرة، علما ان هذا اللواء هو من النخبة في الجيش "الاسرائيلي".

خلاصة القول، ان من يريد التهدئة جنوبا عليه ان يضغط على "اسرائيل" لوقف حربها الوحشية على اهل غزة، ومطالبتها باحترام سيادة لبنان وعدم خرق قرار 1701. ذلك ان الغرب يطرح حلولا للمنطقة تعكس مقاربة خاطئة للوضع، وغالبا ما تزيد هذه الحلول من طين "الكوارث" بلة.

ان المقترح الفرنسي المدعوم من واشنطن، الذي يقضي  باضفاء تغيير في الجنوب، هو طرح بعيد عن الواقع لان حزب الله متجذر في القرى الجنوبية، حيث ان اهالي معظم هذه القرى تجري في دمائهم المقاومة على الظلم، وبالتالي هم جميعهم مقاتلون بوجه العدو الاسرائيلي. اضف الى ذلك، تريد فرنسا واميركا ان يقدم حزب الله التنازلات، بينما "اسرائيل" ترفض حتى البحث في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، الى جانب النقاط 13 المتنازع عليها على الخط الازرق.

وايضا، لا يزال جيش الاحتلال يخوض حرب ابادة في غزة ضد الفلسطينيين، ويسلب منهم ارضهم ويقتل نساءهم واطفالهم ورجالهم، ويرتكب القتل الجماعي باستهدافه حتى المرضى في المستشفيات في قطاع غزة. العالم برمته لم يعرف وحشية وبربرية كتلك التي قام بها الجيش "الاسرائيلي" في غزة.

من هنا، نتساءل كيف يمكن لحزب الله ان يعيد تموضعه من شمال الليطاني، وهو يرى العدو الاسرائيلي ينهش لحم الفلسطينيين، ويتصرف بفوقية مع كل دول العالم؟ كيف يمكن لحزب الله الا يقاتل جنوبا بوجه جيش غدار لا قيم له ولا اخلاق؟ كيف يمكن لحزب الله ان يتهاون مع "اسرائيل"، التي لها مشاريع خبيثة ضد لبنان وشعبه؟ كيف يمكن لحزب الله ان يترك جيش الاحتلال يقتل الشعب الفلسطيني بابشع الوسائل ودون رحمة؟

هل يريد الغرب ان يبقى حزب الله مكتوف الايدي ينتظر متى يشن العدو الاسرائيلي هجوما عليه؟ ام يسبقه الى المعركة فينهكه ويرهقه كما يحصل مؤخرا؟

ان حزب الله بقيادته الحكيمة والذكية والقوية، يعلم جيدا ما هي "اسرائيل" وما هي طموحاتها في الشرق الاوسط، وعليه وحده الحزب تمكن من هزيمتها في حرب تموز 2006 ، لانه عرف نقاط ضعف وقوة عدوه. والآن يعلم جيدا حزب الله ان الانتظار الى ما ستؤول الامور بعد الصراع بين حماس و "اسرائيل" دون ان يشارك في عملية ردع "اسرائيل"، هو شيء من الانتحار العسكري او الغباء السياسي.

وهاتان الصفتان لا يعرفهما حزب الله، وهو يقاوم جنوبا ويوجه الضربة تلو الاخرى "للاسرائيلي" فارضا واقعا جديدا شمال فلسطين المحتلة، حيث اصبحت كل المستوطنات مهجورة خوفا من سلاح حزب الله.

على هذا الاساس، نقول ان حزب الله مستمر في مقاومته الشريفة دفاعا عن لبنان، واسنادا لاهل غزة المظلومين، وسيواصل قتاله بوجه عدو وحشي لا ينفع معه الا الحديد والنار.



 

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!