عاد الدور الفرنسي الى الواجهة مع زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى باريس، والتي تزامنت مع وصول قائد الجيش العماد جوزف عون. وحملت المحادثات في الإليزيه عناوين متعلقة بالنازحين السوريين والحرب ودعم الجيش اللبناني لتسلم الجبهة الجنوبية . فليس سرا ان هناك سعي فرنسي لتجنيب لبنان الدخول في الحرب لنتائجها الكارثية، في حال نفذ العدو الاسرائيلي تهديداته، إضافة الى الإهتمام بطرح تعزيز الجيش بما يلزم من سلاح، والعمل على تطبيق القرار ١٧٠١ لسحب ذريعة اي عدوان إسرائيلي في المستقبل، الى جانب الاهتمام بملف النازحين السوريين وعدم قدرة لبنان على استيعاب المزيد من موجات النزوح غير الشرعي.
محادثات الاليزية، كما تؤكد مصادر سياسية، أتت في اطار السعي لتعزيز الدور الفرنسي من خلال الولوج الى الملفات الشائكة، لمساعدة لبنان بإعادة السوريين الى المناطق الآمنة، وتخفيف أعباء النزوح من خلال عضوية فرنسا في الإتحاد الأوروبي، والسعي لدعم ومساعدة الجيش اللبناني عندما تحين الفرصة الإقليمية والتوافقات الدولية، ليكون جاهزا لتطبيق القرار ١٧٠١ وتمكينه من القيام بمهامه .
تسعى فرنسا بالطبع، وبحسب المصادر، الى استعادة الدور المفقود الذي تعثر في الفترة الماضية بالخيبات والاخفاقات، حيث سجل فشلا في أكثر من خطوة في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وتطبيقات الوعود التي أطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون في زياراته الى لبنان عقب انفجار المرفأ، "بالقضاء على الفساد ومحاسبة الطبقة السياسية وعدم التساهل معها".
واشارت المصادر الى ان الديبلوماسية الفرنسية خسرت في السابق على مرحلتين: الاولى لم تحقق اي تقدم في الملف الرئاسي في مهمة موفدها جان ايف لودريان، والثانية توترت علاقتها بلبنان والقوى السياسية، على أثر الاصطفاف الى جانب "تل أبيب" في الحرب على غزة ، والانحياز الى مطالب الدول الغربية وما تريده "إسرائيل" من الحرب.
تسعى باريس، على حد قول المصادر، الى ترتيب أوراقها، كما تهتم ايضا بتحسين العلاقة مع حزب الله التي تأثرت بأحداث ٧ تشرين، وقد تبلغ الفرنسيون من خلال الزيارات السابقة للموفد لودريان إستياء الحزب من الموقف الفرنسي المنحاز للعدو. ووفق المصادر فان باريس تحاول اليوم تعزيز اندفاعتها في الملف اللبناني وترتيب علاقتها بالقيادات السياسية، لاستعادة دورها الاستثنائي في بلد له مكانته الخاصة لفرنسا ، نظرا لموقعه الاستراتيجي والحيوي، وكقاعدة نفوذ فرنسية في المتوسط، حيث لها استثمارات قوية في البريد والنقل البحري في مرفأي بيروت وطرابلس.
وتؤكد المصادر لن لدى فرنسا بنك أهداف يتضمن تحسين علاقتها بلبنان الرسمي والمكونات السياسية فيه، التي تأثرت سلبا بالانحياز الفرنسي الى "الاسرائيليين"، اذ تسعى لازالة الغيوم التي تلبدت في سماء العلاقة وما يحكى عن تبدل جوهري في النظرة الفرنسية، الى الملف اللبناني على حساب العلاقة الصادقة التي كانت قائمة مع اللبنانيين.
يتم قراءة الآن
-
كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟
-
مقايضة اوروبية للبنان في ملف النزوح: مليار يورو مقابل دور «الشرطي»؟ بلينكن يتأكد ان حرب غزة مرتبطة بحرب الشمال: اما صفقة مع حماس او حرب شاملة عصابة «التيك توك» جريمة منظمة… المتورطون 30 والضحايا عشرات القاصرين!
-
هكذا تراجعت خسائر حزب الله جنوباً
-
حزب الله.... عائدون الى حيفا وما بعدها
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:59
قوات الإحتلال أطلقت رشقات من "المقنبلات" من مستعمرة المطلة بإتجاه محيط "بوابة فاطمة" في بلدة كفركلا الجنوبية
-
23:50
حماس: عازمون على اتفاق يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين وبدء الإعمار وإنجاز صفقة الأسرى
-
23:28
قاسم: الأموال التي قدمها الاتحاد الأوروبي للبنان كان من الأجدر أن يضعها في سوريا لدعم عودة النازحين إلى بلدهم
-
23:25
قاسم: تحالف حزب الله وحركة أمل معمّد بالدم وثابت للمستقبل وكل الرضى عن أداء الرئيس نبيه برّي
-
23:23
قاسم للمنار: موقف الرئيس ميقاتي بشأن متابعة الحرب جيد وهو يتابع بطريقة مسؤولة ونعتبر موقفه ينفع ويخدم لبنان
-
23:23
قاسم: الوزير السابق وليد جنبلاط تُسجّل له مواقفه بخصوص الحرب وهو لم يطعن في الظهر