اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الذي يتابع حرب «اسرائيل» على قطاع غزة وحتى على الضفة الغربية، يرى ان الحرب على قطاع غزة منذ اندلاعها في 8 من تشرين الاول هي حرب وحشية بكل معنى الكلمة، خارجة عن اي مألوف انساني وخارجة عن اي قواعد لاحترام حتى قواعد الحرب التي خاضتها جيوش كثيرة على مدى الاف السنين، وحتى الحروب الحديثة التي حصلت في الحرب العالمية الاولى وفي الحرب العالمية الثانية.

«اسرائيل» كل يوم تقتل بمعدل مئتي مواطن ومواطنة فلسطينية في قطاع غزة، معظمهم من النساء والاطفال بنسبة 70%، ولا ترد على نداءات العالم بالتوقف عن هذا الخط الوحشي، حتى ان الولايات المتحدة التي زودتها بكل انواع الاسلحة، ونكرر كل انواع الاسلحة، من طائرات حربية وطوافات قاتلة ومدفعية وذخيرة، اضافة الى القنابل الغبية التي تدمر دون ان تعرف اهدافها، وقنابل دقيقة الاصابة، تطلب من «اسرائيل» وقف قتل المدنيين بهذا الشكل. ومع ذلك، لا ترد عليها الحكومة الصهيونية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو وتكمل حربها، حتى وصل عدد الشهداء الى اكثر من 25 الف قتيل و63 الف جريح، عدا المفقودين تحت الركام، وعدا الذين قتلهم جيش العدو الاسرائيلي من المقاتلين والمسلحين ودفنهم في مقابر جماعية. كما ان «فرقة سرقة الاعضاء» من القتلى والجرحى، تقوم بها وحدات الجيش الاسرائيلي الطبية، وتنقل هذه الاعضاء الى مستشفيات «اسرائيل» في الداخل، وهي اكبر جريمة ضد الانسانية نقل اعضاء من اموات او من جرحى الى المستشفيات الاسرائيلية.

«اسرائيل» تقصف بكل انواع الاسلحة بالطائرات الحربية وبالمدفعية وبالصواريخ والقنابل كل المراكز المدنية في قطاع غزة، ولا ترحم احدا ولا تقيم اعتبارا لاي مركز مدني. فهي دمرت مدارس منظمة اغاثة اللاجئين الاونروا واليونيسيف، وطلبت من المواطنين الفلسطينيين الانتقال الى جنوب غزة على اساس ان الشمال غير امن، فاذا بها تقصفهم في جنوب غزة اكثر مما قصفتهم في شمال غزة، وهذه جريمة موصوفة بحد ذاتها.

كما ان «اسرائيل» تمنع المساعدات الانسانية عن شعب غزة، وتمنع عنهم الطعام والمياه، وتقطع الكهرباء والاتصالات لجعل اهالي غزة في ضياع كامل وامام مجاعة جماعية تشمل مليونين واكثر من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

المؤسسات الصحية في غزة تطلب من «اسرائيل» السماح بواسطة مصر لاكثر من 18 الف جريح يحتاجون الى العلاج في مستشفيات ميدانية على حدود غزة داخل الاراضي المصرية، ومصر تقدم اللوائح الى «اسرائيل»، وهي لم تسمح حتى الان الا بمغادرة 722 جريحا، بينما الباقون معرضون للموت نتيجة جراحهم البليغة وحالتهم الخطرة.

لم يشهد العالم حالة ابادة جماعية كالتي يرتكبها جيش العدو الاسرائيلي. وهذا الجيش لا يرف له جفن. وهو يريد القضاء على قطاع غزة كليا. ولذلك دمر اكثر من 130 الف مبنى سكني داخل قطاع غزة كيلا يستطيع الاهالي العودة اليه، ودمر البنية التحتية من مياه وكهرباء وطرقات كي يجعل السكن في قطاع غزة غير ممكن، ومع ذلك، يطالبها المجتمع الدولي بالتوقف عن هذه الابادة. وتنتشر مظاهرات في كل عواصم العالم ومدنها مطالبة بوقف هذه الحرب الجرائمية وحرب الابادة. ومع ذلك، لا ترد «اسرائيل»، ويعلن رئيس وزراء حكومتها الدينية المتطرفة انه مستمر في الحرب حتى اخر لحظة، وحتى يحقق اهدافه بالانتصار. وبين الانتصار مسافة بعيدة، والمقاومة تقاتل في غزة، لكنها تقاتل في الانفاق. اما الشعب الفلسطيني، فهو ليس في الانفاق، انما فوق الاراضي. ولذلك تنتقم «اسرائيل» من شعب غزة الذي ليس لديه اماكن دفاع، لانها لا تستطيع النيل من المقاومة الموجودة داخل الانفاق، وتقتل منهم عشرات الاف، وتجرح منهم اكثر من عشرات الالاف، وتفرض عليهم مجاعة تاريخية سيسجلها التاريخ بحبر اسود اسود مثل الحقد الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في غزة، وفي كل مكان على الشعب العربي.

اكثر من ذلك تقوم «اسرائيل» بنبش القبور على اساس انها تبحث عن جثث المحتجزين، وهذه حجة واهية، فهي تريد الانتقام من الاموات ونبش قبورهم وعدم احترام رهبة الموت. ومع ذلك، تقوم المؤسسات الانسانية الدولية بادانة هذا العمل، وتطالب الامم المتحدة «اسرائيل» بوقف نبش القبور، ورغم ذلك فان الجيش الاسرائيلي مستمر في تدنيس قبور الاموات من الشعب الفلسطيني، وهذا يدل على حالة هستيرية وحشية لدى الشعب الاسرائيلي ولدى جيش الاحتلال.

اذا قاتل لبنان هذا الجسم الصهيوني الوحشي المتطرف الخارج عن كل انسانية، فان لبنان يحفظ حقه يوما ما، وقد لا يكون بعيدا بمحاولة «اسرائيل» شن حرب عليه. والمقاومة في لبنان اعدت العدة للدفاع عن لبنان والحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي، وهي الان على الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، كل يوم تلحق الهزيمة بمواقع الجيش الاسرائيلي فيما هو يلجأ الى الغارات الجوية والمدفعية البعيدة المدى، بحيث انه لا يتجرأ على المواجهة المباشرة، في حين ان المقاومة تقاتله عن بعد كيلومترات. والحكومة الدينيىة المتطرفة الاسرائيلية تلجأ الى الاغتيالات، وعادة تكون الاغتيالات بمسدس او بندقية، لكن «اسرائيل» تقوم بالاغتيالات بالصورايخ، صاروخ جوي بطول مترين تقصفه على مجموعات تكون في اجتماع غير مسلحة. كما انها تلاحق من تغتاله بمسيرات او بغارات جوية بالصواريخ ايضا على سياراتهم، حتى اصبح الاغتيال في عصرنا هذا هو عمل طائرات وصواريخ ضخمة تقوم بهدم المباني وتدمير السيارات واحراقها على من فيها.

نحن في لبنان لم نعد نخاف من العدو الاسرائيلي. اظهرنا قوتنا، اظهرنا بأسنا، اظهرنا شجاعتنا، اظهرنا قوتنا، ووقفنا في وجه الجيش الصهيوني المتوحش، وقلنا له ان اي حرب تشنها على لبنان ستكون خاسرة لك، باستثناء قصف الطيران الذي لدينا اسلحة تصل الى ارتفاع 30 الف قدم، حيث تقصف منها قنابلك وترميها على المنازل المدنية والقرى والبلدات والمدن. لكن صواريخنا البعيدة المدى والدقيقة الاصابة سوف تصيب اهدافها داخل الكيان، وسوف تجعل حياة المستوطنات في بلاء كامل، وستجعل مدنك تحت رحمة صواريخنا الدقيقة الاصابة، وكل الاهداف في الكيان الصهيوني ستكون عرضة للقصف والتدمير.

لذلك كانت المقاومة في الجنوب تقوم بدور وطني وقومي كبير وتردع العدو الاسرائيلي، وتقول له انها بالمرصاد له في اي حرب قد يشنها على لبنان. وعلى كل حال، اذا ركب رأسه العدو الصهيوني وشن حرب على لبنان، فان لبنان سيصيبه بعض الدمار. لكن الكيان الصهيوني لاول مرة في تاريخه سيصيبه دمار كبير واعطال في بنيته التحتية، وفي مصانعه، وفي مطاراته وقواعده الحربية ومطاراته المدنية، وكل مستوطناته على مدى فلسطين المحتلة كلها.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟