اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
اليوم تجري ضغوطات اميركية ومساع فرنسية ومن دول في الحلف الاطلسي على لبنان لتنفيذ القرار 1701 وفق الرؤية الاسرائيلية وهو الذي لم يحترم هذا القرار اي العدو الصهيوني عندما استمر طيرانه الحربي بخرق الاجواء اللبنانية طيلة 17 سنة ورفض الانصياع لاحترام سيادة لبنان كما قال القرار 1701، بل استمر بضرب سيادة لبنان من خلال ارسال طائراته الحربية لتحلق في اجواء لبنان ولو على ارتفاع متوسط.

هل احترم العدو الاسرائيلي القرار 242 اثر قيامه بشن عدوان 1967 ضد ثلاث دول عربية وضد الشعب الفلسطيني ايضا وهذه الدول هي مصر والاردن وسوريا وطبعا الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية؟

رفض العدو الاسرائيلي تنفيذ القرار 242 الصادر عن مجلس الامن الدولي بالاجماع بما فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقي يحتل اراضي هذه الدول على مدى عشرات السنوات الى ان قامت جمهورية مصر والجمهورية العربية السورية بشن حرب لتحرير اراضيهما في سيناء والجولان.

لكن دعم الولايات المتحدة المطلق للكيان الصهيوني وتزويده باكثر من 80 الف طن من الاسلحة المدمرة يومها ومئات طائرات الفانتوم ادى الى منع الجيش المصري والجيش السوري من تحرير اراضيهما سنة 1967 والتي لم تنفذ هذا القرار» اسرائيل» رغم مساع دولية ووسطات حتى اميركية لكن المساعي الاميركية كانت مخادعة.

ثم صدر القرار 338 ورفض العدو الاسرائيلي تنفيذه ايضا وابقاه حبرا على ورق رغم ان هذا القرار نال موافقة اكثرية اعضاء مجلس الامن الدولي وصدر بقرار اممي عن مجلس الامن الذي يمثل الدول الخمس الكبرى والاعضاء العشرة الباقين غير المتفرغين في مجلس الامن.

بقي الكيان الصهيوني يراوغ حتى عقد مؤتمر كامب ديفيد بصفقة انفرادية بين مصر والعدو الصهيوني من خلال اتفاقية كامب ديفيد حيث انسحب من صحراء سيناء شرط ان لا يعود اليها الجيش المصري وبقي هنالك خلاف على منطقة طابا السياحية الى ان قررت المحكمة الدولية في مجال النزاع على الحدود عودة طابا الى مصر لكن كل ذلك كان من دون عودة اي قطعة سلاح مصرية الى سيناء باستثناء شرطة محلية لا فاعلية لها.

اما بالنسبة لقطاع غزة فرفض الكيان الصهيوني ادخال القطاع في مجال نطاق الانسحاب كما حصل في سيناء لان قطاع غزة كان تحت الرعاية المصرية عندما احتلت اسرائيل سنة 1967 قطاع غزة ورفض العدو الاسرائيلي الانسحاب منه وابقاه تحت الاحتلال لانه يعتبره جزءا من ارض الميعاد اي من ارض الكيان الصهيوني مع العلم ان فلسطين هي ارض كنعان منذ 4 الف سنة واكثر وليست ارض العبرانيين الصهيونيين.

ثم لاحقا وقعت المملكة الاردنية الهاشمية سنة 1994 اتفاقا مماثلا تم بموجبه كما حصل مع مصر انهاء حالة الحرب بين الاردن واسرائيل مثلما حصل بين مصر واسرائيل، واعترفت الدول الثلاث ببعضها البعض واقامت علاقات ديبلوماسية طبيعية لكن اسرائيل رفضت الانسحاب من الاغوار الاردنية وقامت بطلب استئجار اراضي الاغوار الاردنية والاغوار الفلسطينية التي كان يسيطر عليها الجيش الاردني ومساحة الاغوار الفلسطينية هي ربع مساحة الضفة الغربية وهي ارض خصبة جدا للزراعة ويسكنها 65 الف فلسطيني و11 الف مستوطن اسرائيلي لكن مع الوقت زاد عدد المستوطنين الاسرائيليين في الاغوار الفلسطينية والاغوار الاردنية ونزح الكثير من الشعب الفلسطيني من الاغوار نتيجة المضايقات الصهيونية عليهم ومنعهم من الزراعة ومن استثمار اراضيهم ومحاصرتهم بالمستوطنات الصهيونية وتم توقيع عقد الايجار لاكثر من 90 سنة وهي منطقة خصبة جدا للزراعة حيث اقام العدو الاسرائيلي اهم مستوطناته الزراعية وحاصر البلدات الاردنية الفلسطينية في الاغوار التي لم يعد لها وجود لان المستوطنات الصهيونية ابتلعت هذه القرى.

لم يحترم العدو الاسرائيلي القرار 338 الذي يقضي بالانسحاب من الجولان السوري اي الى حدود 4 حزيران 1967 بل اصر على ان حدود 4 حزيران غير موجودة بل هنالك حدود فلسطينية سورية، وبالنسبة للعدو الاسرائيلي فان الحدود الفلسطينة مع سوريا في خريطة الانتداب البريطاني -الفرنسي هي ارض لصالح الكيان الصهيوني العدو.

لم يحترم الكيان الصهيوني اي قرار دولي واخر قرار صدر عن مجلس الامن هو القرار 425 بالانسحاب الاسرائيلي من الشريط الحدودي على الحدود اللبنانية مع شمال فلسطين وذلك دون قيد او شرط، لكن العدو الاسرائيلي لم ينفذ هذا الانسحاب الا بعد ان قامت المقاومة اللبنانية التابعة لحزب الله بالقتال طوال 18 سنة حتى ادى ذلك الى تحرير الشريط الحدودي سنة 2000 واندحر الجيش الاسرائيلي من كامل الشريط الحدودي وبقي العدو الاسرائيلي مصرا على احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي احتلتها عام 1967 .

اليوم يأتي العدو الاسرائيلي ليطالب لبنان بتنفيذ القرار 1701 من خلال انذار اميركي مباشر ومساع فرنسية مباشرة لانسحاب حزب الله اي المقاومة الاسلامية من الحدود اللبنانية الى حدود مجرى نهر الليطاني، لان المستوطنين الاسرائيليين في الجليل الاعلى الذي وصل عددهم الى 150 الفا قد نزحوا من مستوطناتهم بعد عملية طوفان الاقصى خوفا من قوة النخبة لدى المقاومة الاسلامية وهي قوة الرضوان اضافة الى المقاومين المجاهدين في حزب الله وانه اذا لم ينسحب حزب الله من هذه المنطقة فهنالك انذار اميركي غربي اسرائيلي بانه سيتم تنفيذ القرار 1701 تحت الفصل السابع اي استعمال القوة او فرض عقوبات على لبنان. والامر الثاني قد يكون مستبعدا، كذلك الامر الاول باستعمال القوة قد يكون ايضا مستبعدا الا اذا قرر الكيان الصهيوني المجازفة بعملية ستؤدي الى تدميره رغم ان الولايات المتحدة تحشد اساطيلها على شاطئ البحر المتوسط قبالة الشاطئ الفلسطيني المحتل كضمانة للكيان الصهيوني بان الصواريخ التي ستطلقها المقاومة الاسلامية اي مقاومة حزب الله تستطيع البوارج الحربية الاميركية والبريطانية اعتراضها اثناء توجهها نحو اهدافها وهي صواريخ دقيقة وبالتالي اسقاطها ومنع وصولها الى اهدافها نحو المراكز الاستراتيجية لدى الكيان الصهيوني.

ان لبنان الذي هو غير معافى حاليا ويعيش ازمة منذ 4 سنوات على كل الاصعدة ويعيش فراغا رئاسيا على مستوى رئاسة الجمهورية وشللا في المؤسسة وانقساما عموديا في الداخل يخاف قسم من شعب لبنان من التهديد الاسرائيلي بان جيش العدو سينفذ القرار 1701 بالقوة ولذلك لا يجب ان نخضع لهذا التهويل وهذا التهديد وحتى لو حصلت الحرب ونحن لا نطلبها ولا نتمناها لكن اذا قام العدو الاسرائيلي بالعدوان على لبنان فلا بد من الحق ان يشهر سيفه وان يقف في وجه العدوان الاسرائيلي وان يلقن العدو الاسرائيلي درسا بعشرات الاف الصواريخ الى كافة انحاء فلسطين المحتلة واذا قامت الولايات المتحدة وبعض السفن البريطانية او الاطلسية بدعم الكيان الصهيوني فيعني ذلك انه اولا واخرا فان الكيان الصهيوني يريد مع الحلف الاطلسي استعباد الشعوب المحيطة بفلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، وبالتالي امام الاستعباد وامام الحرية فلا بد من الحفاظ على الحرية وان كل شعب يرضى العبودية يزول من التاريخ وتزال عنه سيادته ويجرد من كرامته.

اما الشعوب التي تحارب وتقاوم الاستعباد فان التاريخ يحفظ لها المكان اللائق على كل الاصعدة ويجعل من شعبها شعبا حرا قويا صاحب سيادة وكرامة.

اما اذا لم يتم اللجوء الى القوة، وتم تطبيق القرار 1701 تحت البند السابع اي فرض عقوبات علي لبنان فهذا سيجعل المنطقة كلها في حالة عدم استقرار، والاتحاد الاوروبي الذي حدوده على بعد 160 كلم من شواطئ لبنان وشواطئ فلسطين ومنطقة قطاع غزة وغيرها ويبعد بضع ساعات عن قبرص اليونانية، فاذا حصل عدم استقرار في لبنان وفي سوريا وفي فلسطين فان عشرات الاف اللاجئين سيلجأون الى قبرص بحرا نتيجة العقوبات الاقتصادية على لبنان وعلى المنطقة وبالتالي هل يستطيع الاتحاد الاوروبي تحمل سواء في قبرص ام في اليونان ام في ايطاليا ام اسبانيا عشرات المهاجرين بحرا اليها وهل يقوم باسقاطهم غرقا في البحر وماذا ستفعل فرنسا اذا وصل اللاجئون بحرا الى شواطئها ايضا.

ان التهويل علينا باستعمال البند السابع لتطبيق القرار 1701 سواء بالقوة ام العقوبات هو امر لا يجب ان يخيفنا مهما كان شديد المرارة والصعوبة بل علينا ان نقف وقفة واحدة وما يجري في جنوب لبنان هو محدود جدا ولا يتطلب هذا الضغط الاميركي ومن الحلف الاطلسي على لبنان لان عواقب تنفيذ القرار 1701 بالقوة او بالعقوبات سينعكس سلبا اولا على لبنان لكن اولا واخيرا سينعكس سلبا ايضا على الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟