اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعيش وزارة الحرب في الكيان الصهيوني مع كل الاجهزة الامنية الصهيونية ازمة ضياع كبرى وتبادل اتهامات بالتقصير، ويعمل رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو كل جهده كي لا تسقط حكومته اذا انفجرت الامور بين الاجهزة الامنية واستمر تبادل الاتهامات بالتقصير واتهام كل جهاز للجهاز الاخر بانه هو الذي لم يكتشف عملية طوفان الاقصى ولم يكتشف حجم الانفاق التي اقامتها حركة حماس تحت الارض كما انه لم يكتشف امورا كثيرة ادت الى وقوع ازمة وجودية للكيان الصهيوني وتنعكس على كافة الصهاينة في العالم الذين كانوا يعدّون العدة للمزيد من الهجرة الى فلسطين المحتلة.

يبدو واضحا من خلال وسائل اعلام عربية واوروبية واميركية انه في اجتماعات وزارة الحرب التي يحضرها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هاليفي ورؤساء اجهزة الامن والموساد والشاباك والمخابرات العسكرية فان الاتهامات متبادلة بين هذه الاجهزة ويعمل نتنياهو بشكل مستميت كي لا ينفجرالوضع بين الاجهزة وبالتالي كي لا تسقط حكومته الدينية التي قام بتأليفها والتي عمل على تطبيق كل بنود التوراة في بيانها الوزاري وفشل فشلا ذريعا بعد عملية طوفان الاقصى فاذا بحكومته تبدو كورقة في الخريف تتهاوى من غصن شجرة على الارض ولا تستطيع التوقف عن الهبوط والسقوط.

رئيس اركان جيش العدو الاسرائيلي الجنرال هاليفي ابلغ وزير الدفاع الاميركي اوستن بانه لو سمع من نصائح الجنرالات الاميركيين لكانت خسائر الجيش الاسرائيلي اضعافا مضاعفة وهو بذلك ينتقد الخطط الاميركية التي قدمها الجيش الاميركي لجيش العدو في كيفية ادارة الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة، لكن اهم ما يظهر هو الصراع بين الاجهزة واتهامها لبعضها البعض بانها لم تكن على مستوى المسؤولية.

جهاز الموساد وهو الجهاز الخارجي للتجسس والقتل خارج الكيان الصهيوني اتهم جهاز الشاباك وهو جهاز الامن الداخلي بانه لم يستطع تطويع عملاء له من العمال الفلسطينيين الذي يزيد عددهم عن 20 الف عامل يعملون يوميا عبر انتقالهم من قطاع غزة صباحا الى غلاف غزة والمستوطنات الزراعية في المنطقة، وبالتالي لم يستطع تطويع 200 منهم على الاقل لمعرفة اي شيء عن الانفاق التي كانت تبنيها حركة حماس والتي حتى الان لم يستطع الجيش الاسرائيلي اكتشافها باستثناء الحفر تحت الكنائس والمستشفيات مثلما حصل مع المستشفى المعمداني المسيحي الاميركي كذلك الكنيسة الارثوذكسية التي عمرها حوالى الفي سنة منذ ايام السيد يسوع المسيح عليه السلام واعتقدوا ان قيادة حركة حماس كانت موجودة تحت بناء هذا المستشفى المعمداني اضافة الى مبنى الكنيسة الارثوذكسية الضخمة التي تم تهديمها بالطيران الحربي بقنابل 4 طن وهي قنابل قدمتها الولايات المتحدة لجيش العدو الاسرائيلي، وعبثا حاول جهاز الشاباك الدفاع عن نفسه والقول انه تحدث في تقرير سابق عن وجود انفاق لكن قيادة جيش العدو قالت له ان الانفاق هي اكبر بكثير مما ورد في التقرير وانها متشعبة وانها غير مستقيمة وكلها انفاق ملتوية ومسطحة بالخشب لمنع انتشار الضجة خارج النفق ويوجد داخلها الات تنصت يمكنها سماع اصوات داخل الانفاق الا ان استعمال مادة الخشب بكثافة ادى الى عزل الصوت وهنا يقول جهاز الشاباك انه استطاع كشف ان حركة حماس اثر نقلها الاسرى من غلاف غزة نقلت ايضا جرحى الى مستشفيات في شمال قطاع غزة واعترف قسم من الجهاز الطبي في 3 مسشتفيات انهم قاموا بمعالجة جرحى من الاسرى لكنهم قالوا انهم لا يعرفون من هم كما انهم لم يستطيعوا تصويرهم بل قاموا بتقديم العلاج الاولي لهم وليس بينهم اصابات بليغة وخطيرة واثر ذلك قام رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هاليفي بالطلب بتطويق كافة المستشفيات والحفر تحتها للبحث عن الاسرى عما اذا كانوا موجودين في الطوابق السفلية او في انفاق عميقة تحت الارض، الا انه حتى هذه اللحظات وفي حين مجمع مستشفى الشفاء يتم تطويقه وقطع الاتصالات عنه وقيام جرافات كبيرة ضخمة بالحفر تحته لم يتوصلوا الى معرفة ما اذا كان هنالك غرفة عمليات لقيادة حماس او ان الاسرى موجودون في انفاق تحت مستشفى الشفاء.

وعبثا حاول جهاز الشاباك الدفاع عن انه لم يستطع تطويع عمال فلسطينيين ممن هم يعيشون داخل قطاع غزة ويعملون خارج القطاع يوميا ثم يعودون ليلا الى القطاع بعد عملهم في المستوطنات الزراعية حول القطاع الا ان جهاز الموساد وقيادة اركان الجيش الاسرائيلي وصفتا جهاز الشاباك بانه كان مقصرا بعدم الكشف عن كونه المسؤول عن الامن الداخلي وان حركة حماس قامت بحفر انفاق عميقة وحفر آبار ارتوازية للمياه ويبدو ان الحديث عن الابار الارتوازية كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان المخابرات الاميركية قامت بتزويد جهاز الشاباك والجيش الاسرائيلي باجهزة تنصت تحت الارض تستطيع رصد اصوات تحت الارض او صوت مياه كانها تتدفق من ابار ارتوازية ويبدو ان حركة حماس استطاعت نقل الجرحى من الاسرى العسكريين الاسرائيليين الى خارج المستشفيات التي تعالجوا فيها وفق ما تقول مصادر حكومة الحرب التي تجتمع بوجود رؤساء الاجهزة الامنية الصهيونية وقد غابوا عن الانظار حتى الان ولا تستبعد جريدة تايمز البريطانية ان يصار الى اعدام الاسرى في حال اكتشف الجيش الاسرائيلي اماكن وجودهم وان يتم اعدامهم مهما كلف الامر كي لا يستطيع الجيش الاسرائيلي تسلمهم احياء.

اما جهاز الشاباك فيتهم جهاز الموساد بانه لم يكتشف ان مئات من الشبان في قطاع غزة سافروا عبر مصر الى العراق ومن العراق الى ايران والتحقوا بكليات هندسة معمارية للانفاق تحت الارض كذلك التحقوا بجامعات للفيزياء والكيمياء وكيفية تصنيع الصواريخ والقنابل في كليات عسكرية مع العلم ان ايران اعلنت انها لا تعرف شيئا ولم تعرف سابقا ان عملية ستجري ضد غلاف غزة لكن نتنياهو القى اللوم على الموساد وفق الصحف الفرنسية حيث قال كان يجب على جهاز الموساد الذي راقب علماء نوويين واستطاع اغتيال احد العلماء الايرانيين النوويين في قلب طهران ان يجمع معلومات عن مئات الشبان الذين سافروا من قطاع غزة الى ايران وهنالك تخصصوا في صناعة الانفاق كذلك استطاعوا نيل شهادات في الفيزياء والكيمياء اضافة الى نظام الغلاف الجوي ما يعطيهم خبرة في صناعة الصواريخ سواء الغلاف الجوي العالي ام الغلاف الجوي العادي وغير المرتفع جدا عن الارض وانه كان بامكان جهاز الموساد لو لاحق الموضوع ان يجمع اسماء مئات الشبان الذين سافروا الى ايران وتخصصوا هناك ولو قاموا بهذا الامر لكان بالامكان اعتقال هؤلاء الشبان لدى عودتهم من ايران الى قطاع غزة، كذلك في اجتماعات حكومة الحرب تم توجيه اللوم الى المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي بانها لم تستطع اسقاط المسيّرات الجوية التي حلق بها شبان وهم يتجهون نحو غلاف غزة وكان جواب المسؤول عن المخابرات العسكرية الاسرائيلية ان لكل جسم طائر بصمة على الرادار وعندما تكون هذه البصمة على مستوى منخفض جدا وبسرعة بطيئة لا يعتبرها الرادار هدفا لاطلاق صواريخ القبة الحديدية او غيرها على هذا الهدف لذلك استطاع مقاتلو حركة حماس الوصول الى غلاف غزة وتنفيذ مهماتهم دون اعتراضهم بالصواريخ على اساس ان سرعتهم كانت بطيئة وان ارتفاعهم كان منخفضا جدا وصل الى 30 مترا فوق الارض فقط.

لقد وضع الكيان الصهيوني وحكومة نتيناهو الدينية سقفا عاليا لاهدافه وهو اعلن انه لن يخرج من قطاع غزة الا بعد القضاء الشامل على حركة حماس وهو امر مستحيل ونتمنى ان يكون مستحيلا ويبقى كذلك لان حكومة نتنياهو الدينية والكيان الصهيوني اذا فشلا في الانتصار على حركة حماس فان ذلك يكون تاريخ بداية نهاية الكيان الصهيوني على المدى البعيد بعد الضربة الوجودية التي وجهتها عملية طوفان الاقصى ضد الكيان الصهيوني.

ان اجهزة الامن الاسرائيلية مع الجيش الاسرائيلي في حالة ضياع وكل ما يفعله نتنياهو هو محاولة عدم انفجار الوضع وعدم اعلان حالة التقصير الكبرى التي وقعت فيها الاجهزة الامنية وبالنتيجة ان كل قوة تستند الى الابتعاد عن القيم الانسانية والاخلاقية والفلسفية والدينية انما هي ستسقط حتما وتفشل.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟