اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعتقد العدو الاسرائيلي انه بمحاصرة قطاع غزة، والدخول الى اجزاء من هذا القطاع، ومحاولة حصار عاصمة القطاع مدينة غزة، انه سينتصر على المقاومين والمجاهدين في هذا القطاع.

في الماضي قام وزير الحرب «الاسرائيلي» المجرم ارييل شارون باجتياح لكامل قطاع غزة، ويومها سقط الآلاف من المقاومين، ولم تكن المقاومة في قطاع غزة بهذه القوة. فقام بجرف مطار غزة الذي اقره اتفاق اوسلو، كما قام بجرف كل مرافئ صيد السمك على ساحل قطاع غزة، واستشهد يومها اكثر من الفين من سكان القطاع، حيث استعمل العدو كافة الاسحلة من طيران حربي ودبابات ومدفعية، ولم يكن لدى المقاومة الا بنادق حربية وبضعة اسلحة من قذائف الـ «ار بي جي»، ولاحقا انهزم جيش العدوالاسرائيلي امام قوة المقاومة التي اخرجته من هذا القعر، واضطرت «الحكومة الاسرائيلية» الى اعلان انسحاب جيشها من قطاع غزة، وسيطرة المقاومين عليه مجددا.

ان المقاومة اليوم في قطاع غزة هي اقوى بكثير من ايام شارون، ولديها عدد كبير من قوات النخبة يصل الى حوالى 100 الف مقاتل، سواء في حركة حماس حيث يبلغ عدد قوات النخبة اكثر من 45 الف مقاوم ومجاهد، كما يبلغ عدد المنتمين الى حركة الجهاد الاسلامي وبقية المنظمات الفلسطينية حوالى 15 الفا من قوات النخبة والمقاومين حتى الاستشهاد.

فمهما فعلت «اسرائيل» ومهما ادخلت من دبابات الى اجزاء من قطاع غزة، فلن تستطيع البقاء امام استبسال المقاومين، وهي لن تستطيع احتلال كامل قطاغ غزة كما تدعي، وكما وانها ليس بمقدورها القضاء على حركة حماس كما تردد دائما ، وان ما قبل حماس وما بعد حماس امر آخر.

وبالتالي فان «اسرائيل» اظهرت وحشيتها وهمجيتها في استعمال اكثر من 100 طائرة بقصف كامل القطاع ليلاً نهاراً، وبالقصف المدفعي من الدبابات واستعمال المسيّرات بكل انواعها، كما تقول انها ادخلت قوات نخبة لديها يصل عددها الى 90 الفا ، لكنهم لا يتجرأون على النزول من مركباتهم المصفحة، ولا على القتال وجها لوجه مع المقاومين والمجاهدين، فيما مقاومو غزة يقاتلون من مسافة صفر، ويفجرون دبابات العدو الاسرائيلي من مسافة 50 مترا .

مهما فعل العدو الاسرائيلي فانه خاسر، واذا كانت حكومات الغرب من الولايات المتحدة الى المانيا الى بريطانيا قد فقدت الاحساس بالقيم الانسانية للبشر وللناس ولاهل قطاع غزة، فان الشعوب الغربية داخل الولايات المتحدة وفي دول اوروبا وفي العالم، اصبحت تدين بشكل كبير الكيان الصهيوني، وكل ادوات «الجيش الاسرائيلي» وغاراته وجرائمه الوحشية، حيث فاق عدد الشهداء الـ 11 الف شهيد، وجرح اكثر من 25 الف شخص، وهنالك حوالى 15 الف مفقود.

هذه الشعوب الغربية والشعوب العربية والاسلامية، والشعوب في آسيا وافريقا وفي اميركا اللاتينية، اصبحت تدين الهمجية الاسرائيلية.

فقد اصبحت «اسرائيل» كيانا عاريا من اي مفهوم عن الدفاع عن نفسه، بل هو كيان وحشي يقتل الناس بالطيران الحربي من صنع اميركي وباسلحة اميركية وبدعم اميركي، وبدعم من حكومات غربية فقدت ضميرها من اي حس انساني وبشري.

وفي الوقت الذي تقوم فيه المقاومة في غزة بمقاومة العدوان الاسرائيلي، فان مقاومة حزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة، تقوم باشغال العدو الاسرائيلي بعمليات يومية لتخفيف الضغط على غزة، وقد فاق عدد شهداء مقاومة حزب الله الـ60 شهيدا، لكنها تقوم باستنزاف العدو الاسرائيلي وتلحق به الخسائر البشرية وبالعتاد، وتضرب ثكناته العسكرية ومستوطناته التي اخلاها، كما تقوم المقاومة بنصب الكمائن لارتال من الدبابات ولارتال من المشاة من جيش العدو وتلحق بهم خسائر جسيمة ومباشرة، وتقوم الرقابة العسكرية «الاسرائيلية» بحجب عدد الخسائر في شمال فلسطين على الحدود اللبنانية.

ان لبنان اليوم هو الذي يقاتل، واذا كان هنالك الكثير من المواطنين اللبنانيين لا يريدون الحرب بسبب الوضع المعيشي الذي نعيشه، فان اكثرية الشعب اللبناني لا ترضى ان تسيطر «اسرائيل» على الاجيال القادمة كما سيطرت طوال 75 سنة منذ احتلالها لفلسطين 1948 وحتى عام 2023 .

ان لبنان القوي اليوم قد حجز مكانه في الشرق الاوسط، ولن يكون هنالك حوار لاي بحث بصيغة لوقف الحرب من دون الرجوع الى لبنان. وهنا على الدولة اللبنانية ان تلعب دورها طالما ان المقاومة تقوم بواجبها الوطني بضرب العدو الاسرائيلي وجيشه. اذا، لا بد من ان تقوم السلطة التنفيذية من خلال الحكومة ومن خلال المجلس النيابي بانتخاب رئيس جمهورية لبناني باسرع وقت، كي يعود لبنان بلدا قويا يقف على رجليه. فان اي مباحثات بشأن اعادة اعمار لبنان يجب ان تمر من خلال الدولة اللبنانية، وسيكون لبنان مركزه قويا في اي مفاوضات مستقبلية ، لان وضع سوريا صعب للغاية وعليها عقوبات، كما ان وضع الاردن الذي لا يدخل في حرب لكنه يتلقى مساعدات من الامم المتحدة تقدر بملياري دولار، فهو لن يكون بحاجة لمساعدة.

لذلك سيكون للبنان دور اساسي في اي قرار اوروبي واميركي لاعادة اعمار لبنان، وهنا لا بد من لفت النظر الى ان الطبقة السياسية الحاكمة التي ارسلت لبنان الى الافلاس والى شلل كل المؤسسات، خاصة منذ 7 سنوات حتى اليوم، لا يجب ان تعود هي ذاتها الى الحكم، يجب حصول تغيير جذري في الفئة السياسية التي ستحكم لبنان. فكل جهة دخلت في الفساد لا يجب ان تعود الى الحكم، والى السيطرة على مفاصل السلطة في لبنان، واذ ذاك يخرج لبنان قويا من حربه مع الكيان الصهيوني، ويصبح لبنان القوي بقوة جيشه ومقاومته، والاهم من كل ذلك الغاء الفساد الذي يتمثل بفئة كبيرة حكمت لبنان.

واذا لم يحصل تغيير جذري، فان لبنان لن ينهض ابدا طالما التركيبة السياسية الحاكمة مستمرة، والتي اوصلتنا من خلال فسادها الى افلاس لبنان، وإلحاق اكبر كارثة بشعبه معيشيا وماليا واقتصاديا.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟