اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يزال ما جرى في بلدة الجاهلية موضع بحث و تقييم لدى العديد من الدوائر السياسية في لبنان، حيث إعتبرت مصادر سياسية مواكبة لما جرى بأن عملية الجاهلية كانت تخفي أمرا كبيرا دبر في ليل قد يستهدف المقاومة و كان الوزير وئام وهاب هو الواجهة لهذا الأمر المدبر، علما أن ما أوحى به رئيس حزب التوحيد العربي بكلامه الذي أدى إلى رفع الرئيس سعد الحريري بدعوى قضائية بحقه بعدما فسر الرئيس الحريري وحلفاؤه بأن ما قصده وئام بكلامه يستهدف الرئيس الراحل رفيق الحريري، هذا الأسلوب بالتخاطب السياسي كان حزب الله قد إستنكره على لسان نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم و إعتذر عنه الوزير وهاب قبل أن يتقدم الحريري بدعوى ضده.

و ربطت المصادر بين ما كان يدبر للمقاومة في جنح الظلام و النصيحة التي قدمها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بأن « يزبط أنتيناته»، كما حاولت المصادر نفسها ربط بين ما يقوم به العدو الإسرائيلي في البحث عن أنفاق كان حزب الله قد حفرها لإستخدامها في أي مواجهة ممكنة و بين ما جرى في الجاهلية من إستهداف للسلم الأهلي و جر البلد إلى آتون فتنة قد تؤدي إلى حرب أهلية.

إلا أن مصادر أخرى نفت أن يكون ما جرى في الجاهلية على علاقة بما يحضر للمقاومة لكن في التقويم الذي أجراه حزب الله حول ما جرى مع الوزير وئام وهاب إعتبرت مصادر قريبة منه أنه من المعيب إستخدام جهاز أمني لبناني شرعي لتنفيذ مآرب شخصية أو سياسية و دفع هذا الجهاز إلى الإنغلاق على كل الطوائف باستثناء طائفة رئيس الحكومة على عكس الأجهزة الأمنية اللبنانية الشرعية الأخرى المنفتحة على كافة الطوائف و القوى السياسية و باستطاعتها العمل على كافة الأراضي اللبنانية من دون أي إعتراض من أحد.

و تابعت المصادر أن ما قام به حزب الله إستطاع تصويب الأمور و منع «الصلبطة» الأمنية على حلفائه، حيث أدرك من اللحظة الأولى أن السماح باتخاذ إجراءات أمنية خاطئة قد يصبح عرفا في حال لم يتم التصدي له. و في هذا السياق أجرى حزب الله مروحة إتصالات واسعة مع الرؤساء الثلاثة و بعض النواب مطالبا بضبط النفس و إعادة الأمور إلى مسارها القانوني السليم، و هذا أدى إلى وقف إراقة المزيد من الدماء و إثارة الفتن بين أبناء الجبل كي لا يتطور الأمر إلى مناطق أخرى.

و عن مصادفة وجود رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي في بيت الوسط تزامن مع إنطلاق العملية الأمنية في الجاهلية لإعطائها الغطاء الدرزي معتقدا جنبلاط أنها اللحظة المناسبة لكسر المنافس الأقوى في الجبل لزعامته التي أورثها أو يورثها لنجله تيمور، بعدما حصل وهاب على ثمانية آلاف صوت في الإنتخابات النيابية الأخيرة. و قد يكون قرار الثنائي الشيعي باعطاء أصوات الناخبين الشيعة للائحة التي شكلها الوزير جنبلاط.

و تابعت المصادر بالقول أن من أهداف عملية الجاهلية إعتقال وئام وهاب لكسره معنويا أمام جمهوره و القول له بأن زعيمكم لم يستطع أن يحمي نفسه فكيف به أن يحميكم.

أما في النتائج جاءت ممتازة و إيجابية لقوى الثامن من آذار حيث أكدت المؤكد بأن حلفاء حزب الله لا يمكن لأحد المساس بهم و لن يسمح بتكرار ما حصل مع الضباط الأربعة الذين إتهموا زورا مشاركتهم إغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري.   


الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»