اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
خطف الهجوم الارهابي الذي ضرب موسكو اول من امس الاهتمام الدولي، وشكل زلزالا سيكون له ارتداداته على غير صعيد في الفترة القريبة المقبلة، لا سيما بعد تاكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ان كل منفذي هذه الجريمة ومنظميها ومدبريها سينالون العقاب الحتمي».

وقال في خطاب له امس على خلفية الهجوم الارهابي على مجمع كروكوس سيتي في ضواحي موسكو « ان لا احد يستطيع زعزعة امن روسيا واستقرارها «، معلنا اعتقال المنفذين الاربعة للهجوم الارهاب الذي اودى بحياة حوالى 150 شخصا، وفقا لوسائل الاعلام الروسية.

وهولاء الاربعة هم من بين 11 اعلن الكرملين عن اعتقالهم لتورطهم في الهجوم الارهابي. وقد تم اعتقالهم من قبل الامن الفيدرالي اثناء محاولة هروب عدد منهم عبر الحدود مع اوكرانيا التي اشارت السلطات الروسية اصابع الاتهام اليها في محاولة تسهيل فرارهم من روسيا.

وقال جهاز امن الدولة الروسي ان هناك صلة بين منفذي الهجوم واوكرانيا، مشيرا الى استمرار التحقيقات في كل التفاصيل.

وقالت الخارجية الروسية ان الارهابيين حاولوا الفرار الى اوكرانيا معتبرة « ان اوكرانيا تحولت بايدي الغرب الى مركز لنشر الارهاب على مدار 10 سنوات».

وسارعت السلطات الاوكرانية الى رفض الاتهامات الروسية التي اعتبرتها انها تثير السخرية، مشيرة الى انها تحارب روسيا في الميدان.

واعلن الرئيس بوتين الحداد العام اليوم في روسيا، فيما واصلت فرق الدفاع المدني عملها في البحث عن الضحايا تحت المبنى التجاري الضخم الذي تحول الى ركام ورماد بفعل قنابل حارقة استخدمها المهاجمون بالاضافة الى الاسلحة الرشاشة اثناء تجمع كبير للمواطنين في حفل موسيقي.

والغيت كل المناسبات في جميع انحاء روسيا، بينما ضاعفت القوى الامنية والجيش الاجراءات الامنية والاحترازية حول المرافق العامة والخاصة والمطارات تحسبا لاي هجوم ارهابي اخر. وكانت وكالة تاس الروسية اشارت الى ان واشنطن كانت على علم مسبق بحدوث عمل ارهابي في موسكو وانها ابلغت السلطات الروسية بذلك من دون ان تعطي اي معلومة او تفصيل اخر.

وفي حين اعلن تنظيم داعش فرع خرسان مسؤوليته عن الهجوم، قالت وسائل الاعلام الروسية ان السلطات المختصة تواصل تحقيقا موسعا بشأن الهجوم.

وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بهذا الهجوم الذي وصفته بالارهابي والمجرم.

ودان الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي هذه الجريمة الارهابية وعبرا عن تعاطفهما مع روسيا قيادة وشعبا. كما اصدرت الخارجية بيانا مماثلا، واستنكر عدد كبير من المسؤولين والقيادات والاحزاب اللبنانية الهجوم الارهابي.

فشل جولة بلينكن وتعثر مفاوضات الدوحة

وبموازة حدث موسكو، تبقى غزة العنوان الاكبر في ظل حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واصرار  نتنياهو على المضي بجرائمه من دون حساب او عقاب.

وقد عبر عن هذا الموقف المتطرف والمتمادي في مغامرته الاجرامية خلال لقائه مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن  باصراره على اجتياح رفح، سواء بدعم اميركي او من دونه.

وقال « انه لا يوجد اي طريق للانتصار على حماس دون الدخول الى رفح، وامل ان نقوم بذلك بدعم اميركي، واذا اضطررنا سنقوم بذلك بمفردنا».

وعكست وسائل الاعلام الاميركية والاسرائيلية التباين بين الرجلين خلال اللقاء، لكن اخبار شحنات الاسلحة الاميركية المستمرة «لإسرائيل» تعكس بوضوح ان هذا الخلاف يبقى غير مؤثر حتى الان ولا يشكل عاملا رادعا لسياسة نتنياهو وحربه على غزة.

وفي اعقاب جولته التي شملت السعودية ومصر والكيان الاسرائيلي، قال بلينكن «اننا نريد ضمان امن اسرائيل على المدى البعيد، واننا نرى ان عملية رفح لن تؤمن ذلك، بل تزيد عزلة اسرائيل في العالم».

وكشف عن ان الاسبوع المقبل سيشهد في واشنطن البحث مع وفد اسرائيلي في شان موضوع رفح.

وعن المفاوضات الجارية بشان تبادل الاسرى واتفاق وقف النار، قال ان الفجوة لا تزال واسعة بين الطرفين.

وفي الدوحة تحدثت وسائل الاعلام عن جولة جديدة من المفاوضات بعد توجه رئيس الوفد الاسرائيلي المفاوض مرة اخرى اليها لهذه الغاية.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان مجلس الحرب وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية يقومون بالضغط على نتنياهو لتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض في الدوحة.

وفي نيويورك كشفت مصادر ديبلوماسية امس لوكالة الصحافة الفرنسية عن تأجيل التصويت الذي كان مقررا امس على مشروع قرار جديد تقدمت به 7 دول اعضاء من غير الدول الدائمة العضوية بديلا عن المشروع الاميركي الذي سقط بالفيتو الروسي والصيني الى يوم غد الاثنين.

ويرمي مشروع القرار الجديد الى» وقف نار انساني فوري لشهر رمضان يقود الى وقف نار دائم، والافراج غير المشروط، وازالة كل العقبات امام المساعدات الانسانية».

وقالت المصادر ان تاجيل التصويت الى الغد يعود للحاجة الى مزيد من البحث في محاولة لتفادي فشله ايضا.

الملف الرئاسي معلق بثلاثة تأجيلات

وفي ظل التصعيد المستمر وتعثر المفاوضات في الدوحة وفشل جولة بلينكن، يشهد لبنان فترة من الجمود والمراوحة على امل تحرك اللجنة الخماسية او حصول مستجدات بشأن الملف الرئاسي بعد عيدي الفطر والفصح.

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ»الديار»، فانه لا يوجد اي مؤشر جدي على امكانية حصول تطور ايجابي في هذا الملف قريبا، لا سيما ان المعطيات الداخلية او الخارجية لا تبعث على التفاؤل في المدى القريب.

وفي هذا المجال، قال مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» امس: «ان الامور مجمدة حتى اشعار اخر، وان اي حديث عن معطيات ايجابية او احتمال حصول خرق في جدار ازمة الملف الرئاسي هو مجرد تكهنات».

واضاف» ان كل شيء مؤجل، وهناك ثلاثة تأجيلات تؤخر الحل: انتظار عودة التحرك على غير محور بعد العيدين، انتظار تحقيق الهدنة او وقف اطلاق النار في غزة، انتظار ما سيؤول اليه الوضع في الجنوب».

ورأى انه بانتظار هذه العناصر  الثلاثة، يبقى المشهد معقدا، ويبقى الحديث عن حلول يدور في حلقة مفرغة.

اللجنة الخماسية لاسقاط الفيتوات بعد العيدين

وتحدثت مصادر مطلعة لـ «الديار» ايضا عن ان اللجنة الخماسية في ضوء اللقاءات التي اجرتها حتى الان في جولتها الاخيرة، ستعود الى الاجتماع بعد العيدين لتقويم اجواء هذه اللقاءات قبل استكمال لقاءاتها.

واضافت ان هناك اتفاقا بين السفراء الخمسة على استمرار عمل اللجنة وتحركها لفتح ثغرة في جدار الازمة الرئاسية، وانهم سيسعون الى اسقاط الشروط والفيتوات المتبادلة بين الاطراف لتحسين فرصة عقد جلسة انتخاب بدورات متتالية.

موقف المعارضة والتيار من اجتماعات بكركي

على صعيد اخر، اكد مصدر نيابي مسيحي بارز في المعارضة لـ «الديار» ان الوثيقة التي يناقشها ممثلون عن القوى المسيحية برعاية بكركي «ليست جديدة وعمرها اكثر من عشرة اشهر، وهي تتضمن عناوين وطنية عامة ولا تقتصر على موقف لطائفة او فئة».

وقال» ان المطران انطوان بو نجم وضع خطوطها العريضة منذ عشرة اشهر بتوجيهات من البطريرك الماروني بشارة الراعي، واشتغل على اعدادها مستعينا بوثائق ودراسات لقانونيين وناشطين قبل ان يوزعها على الاحزاب والقوى المسيحية التي دعيت لدراستها ثم مناقشتها برعاية بكركي، وهي وثيقة مبدئية ذات طابع وطني».

واوضح ردا على سؤال «ان هذه الوثيقة والاجتماعات بشأنها ربما اثيرت حولها ضجة مبالغ فيها»، مشيرا الى ان بحثها ومناقشتها سيأخذان مداهما، وهي ليست آنية».

ولم يستبعد» ان تكون الضجة ناجمة عن ترافق او الاعلان عن اجتماعات بكركي بشأن هذه الوثيقة مع دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للقاء القيادات المسيحية برعاية بكركي ومناقشة الموقف المتعلق بـ «الشراكة» وانتخاب رئيس الجمهورية، لكن هذه الاجتماعات لا ترتبط بدعوة باسيل».

وقال المصدر ان الوثيقة تتضمن عناوين مبدئية ذات بعد وطني منها « سيادة لبنان، احترام الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية، عدم زج لبنان بالصراعات الاقليمية، واللامركزية الادارية والمالية الموسعة، وغيرها».

وقال مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ «الديار» «ان الهدف من هذه الاجتماعات في بكركي ليس الاصطفاف بوجه الطرف الاخر، وهذا هو موقفنا الواضح كما انه موقف بكركي».

واضاف «اننا لسنا بصدد مناقشة مطالب مسيحية فحسب وانما نناقش مطالب وطنية، وعندما تقاطعنا على اسم الوزير جهاد ازعور لانتخابه رئيسا للجمهورية قيل يومذاك تتقاطعون على اسم وتختلفون على الرؤية، ونحن نحاول ان نتفق على رؤية وطنية مكتوبة تريح الموقف المسيحي ولكن ليست في وجه الطرف المسلم ابدا. ونحن كتيار نسعى لاعادة «الشراكة» ولانتخاب رئيس لا يمثل فريقا على حساب الاخر، وعندما حصلت محاولات للذهاب الى مواضيع اخرى كان لنا موقفنا في هذا الشأن. ونؤكد ان الغاية ليست الذهاب الى اصطفاف بوجه اصطفاف اخر او اصطفاف مسيحي بوجه اصطفاف مسلم. نحن لا نريد الذهاب الى خيارات متطرفة كما يتراءى للبعض، وانما نريد العودة الى «الشراكة» المسيحية الفعلية».

وفي المعلومات المتوافرة لـ»الديار»، انه في ضوء التفسيرات المختلفة وحصول نوع من لعبة شد الحبال بين القوى المسيحية لا سيما بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر حول طبيعة واهداف اجتماعات بكركي، اوعز البطريرك الراعي اول من امس الى المطران بو نجم لاصدار بيان توضيحي يؤكد ان هذه الاجتماعات هي عبارة عن «مسار تشاوري لمبادرة وطنية جامعة انقاذية تؤكد على الثوابت التي يؤمن بها اللبنانيون على اختلاف مكوناتهم».

واشار الى ان هذا التشاور انطلق مع القوى المسيحية كمرحلة اولى ليتوسع الى حوار يشمل كل القيادات والمرجعيات الروحية والسياسية.

وفي هذا الشأن، قال مصدر سياسي خارج اطار قوى اجتماعات بكركي الحالية لـ «الديار» امس ان بعض العناوين التي جرى تسريبها عن الورقة التي تناقش في بكركي «هي موضع تباين ليس بين المكونات السياسية فحسب بل ايضا بين القوى المسيحية التي اجتمعت في بكركي، وان هناك تفسيرات مختلفة حولها. لكن تأكيد المطران بو نجم على الحوار بين كل المرجعيات الروحية والسياسية امر مهم وايجابي ومرحب فيه بشكل عام».

لكنه اضاف «ان التوسع في مناقشة كل العناوين التي قيل انها الخطوط العريضة للورقة في المرحلة الراهنة تحتاج الى فترة وربما لا تؤدي الى النتائج المرجوة، لذلك فان الاولوية يجب ان تتركز بالحوار حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمكن ان يرعى حوارا جامعا حول القضايا الاخرى».

واكد المصدر «ان الحوار هو السبيل الانجع لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في اقرب وقت ممكن، ما دامت التوازنات داخل المجلس النيابي لا تسمح بانتخابه من خلال العملية الدستورية من دون التفاهم وتحقيق الحد الادنى من التوافق».

حزب الله يهاجم بمسيرتين منصتين للقبة الحديدية

وعلى الصعيد الجنوبي، اعلن حزب الله امس عن مهاجمة منصتين للقبة الحديدية الاسرائيلية في موقع كفار بمسيرتين وحقق اصابات مباشرة. كما شن هجمات اخرى بالصواريخ على مواقع رويسات العلم، وبياض، وثكنة راميم، والتجهيزات التجسسية في الرادار.

واغار طيران العدو على عيتا الشعب ومنزل في الناقورة دون وقوع اصابات. كما اغار على الخيام وكفركلا حيث اعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي عن تدمير مكتبه.

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا