اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الحمل هو تجربة فريدة وحافلة بالتغيرات الجسدية والعاطفية للمرأة. خلال هذه الرحلة الممتدة على تسعة أشهر، يتحول جسد المرأة إلى بيئة مثالية لنمو وتطور كائن حي جديد. بجانب التغيرات الجسدية الملحوظة، تحدث تغيرات داخلية هائلة لتلبية احتياجات هذا النمو. يؤدي الغذاء خلال هذه الفترة دوراً أساسياً لا يقل أهمية عن التغيرات الفزيولوجية، فهو كالوقود الذي يغذي ليس فقط الأم، بل الجنين النامي أيضاً.

إحتياجات الحامل الغذائية

في حديث خاص لـ "الديار"، كشفت اختصاصية التغذية "جولين نبهان" أن المرأة الحامل ترتفع نسبة احتياجاتها الى البروتين والفيتامينات والمعادن. ففي الفصل الأول من الحمل، لا يتحتّم على المرأة الحامل إضافة نسبة السعرات الحرارية، بينما في الفصل الثاني من الحمل يجب على المرأة إضافة 300 سعرة حرارية على نظامها الغذائي يومياً كي تكسب الوزن بطريقة متوازنة وصحية. وفي الفصل الثالث، تضاف حوالى 450 سعرة حرارية يومياً. وشددت اختصاصية التغذية على فكرة تناول الطعام بطريقة صحية ومتوازنة، فكل ما تتناوله الأم يصل إلى الطفل.

وفي سياق إضافة السعرات الحرارية، حذّرت "نبهان" من تناول الأطعمة المشبعة بالزيوت، ونصحت باستبدالها بالمكسرات والخضر والفواكه. وشددت بشكل كبير على ضرورة التوقف كلياً عن تناول المشروبات والأطعمة الاتية: المحليات الاصطناعية، الكحول، اللحوم النيئة، الأطعمة غير المطهوة جيداً، الأسماك الكبيرة كسمكة التونا والسلمون نظراً لاحتوائها على كمية كبيرة من الزئبق.

بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن التدخين السلبي والمباشر.

الفيتامينات الأساسية

مرحلة ما قبل الحمل هي فترة تحضيرية مهمة لصحة الأم والجنين على حد سواء. خلال هذه الفترة، تتخذ المرأة خطوات استباقية لتهيئة جسدها لرحلة الحمل المقبلة. من بين أهم الاستعدادات التي يجب التركيز عليها نجد الحديد وحمض الفوليك، وهما عنصران غذائيان أساسيان يؤديان دورًا حيويًا في صحة المرأة والجنين.

يعد الحديد عنصرًا غذائيًا ضروريًا لصنع الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يعمل على نقل الأوكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الرحم والجنين النامي. إذ يؤدي نقص الحديد خلال فترة الحمل إلى الإصابة بفقر الدم الناجم من نقص الحديد ، وهي حالة تقل فيها كمية خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين. تعاني النساء المصابات بفقر الدم من عدة أعراض مثل التعب والإرهاق والدوخة وضيق التنفس. كما يمكن أن يؤثر نقص الحديد في نمو وتطور الجنين، وقد يزيد من خطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الولادة.

أما حمض الفوليك، فهو أحد فيتامينات المجموعة ب، وهو ضروري لإنتاج الحمض النووي وتكوين خلايا الجسم الجديدة. يؤدي حمض الفوليك دورًا رئيسيًا في الوقاية من عيوب الأنبوب العصبي وهي تشوهات خلقية تصيب دماغ أو نخاع الجنين. فيوصى النساء اللواتي يخططن للحمل بتناول حمض الفوليك قبل الحمل وخلال الأشهر الثلاثة الأولى منه على الأقل. إذ يساعد حمض الفوليك على إغلاق الأنبوب العصبي للجنين بشكل صحيح خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وهو أمر ضروري لتطور الدماغ والحبل الشوكي بشكل سليم.

وبالنسبة لمصادر الغذاء الغنية بالحديد وحمض الفوليك:

- مصادر الحديد: اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك والبيض والبقوليات والخضراوات الورقية الدكناء والمكسرات والحبوب المدعمة بالحديد. من المهم تناول فيتامين سي مع وجبات الحديد لتحسين امتصاصه.

- مصادر حمض الفوليك: الخضراوات الورقية الدكناء مثل السبانخ والبروكلي والكرنب، والحمضيات والفواكه الحمضية، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والبيض، والكينوا.

هذا ومن المهم استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي مكملات غذائية، بما في ذلك الحديد وحمض الفوليك. يمكن للطبيب تحديد الجرعة المناسبة بناءً على احتياجاتك الفردية وتحليل الدم.

أخيراً، باتباع نظام غذائي صحي وغني بالعناصر الغذائية واستشارة الطبيب عند الحاجة، يمكن للنساء تحسين صحتهن وتعزيز فرص الحمل السليم. 

الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء