اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في ضوء غياب الإجابات الواضحة حول مصير المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى هدنةٍ في غزة، تتنامى المخاوف من التصعيد "الإسرائيلي"، مع التلويح بالعملية العسكرية في رفح وبحربٍ على الجبهة الجنوبية مع لبنان من قبل حكومة الحرب "الإسرائيلية"، فيما يتواصل التدمير الممنهج للقرى الحدودية، ما يرسم واقعاً ميدانياً بالغ الخطورة. وفي هذا المجال، قال الرئيس السابق للوفد اللبناني المفاوض في ترسيم الحدود البحرية العميد المتقاعد بسام ياسين لـ "الديار"، ان المعادلة الميدانية في الجنوب "ستبقى على حالها في الأسابيع المقبلة، ولكن من دون أن نشهد أي تطورات دراماتيكية لجهة حصول أي عمليات برية، أو اعتداءات أكثر كثافة تستهدف الخروج عن واقع المواجهات الحالية، بمعنى أن الحرب الساخنة وليس الحرب الشاملة ستبقى مستمرة على الجبهة الجنوبية، بعد 160 يوماً على بدء المواجهات في المناطق الحدودية".

ويشير الى أنه في قرى ومنطقة الشريط الحدودي "يُسجل تدمير ممنهج من قبل العدو الإسرائيلي، الذي يقوم بهذه العملية على البارد من خلال الاستهداف والاعتداء المتكرر والساخن ، ولكن ليس بطريقة الحرب الشاملة".

وحول مخطط "إسرائيلي" لإيجاد منطقة عازلة من خلال التدمير اليومي للقرى والأبنية والمنازل، يتوقع أن "يكون هذا الأمر يحصل حالياً"، ولكنه يؤكد أن "أي دمار لن يستمر، لأنه بعد كل مواجهة سوف يعمد المواطنون إلى إعادة بناء كل ما هدمته الاعتداءات، فالدمار هو عملية ضغط على الجانب اللبناني وعلى جمهور المقاومة، من خلال التصوير بأن عدم وجود جهة تعمل لإعادة الإعمار، فإن مصير أهل الجنوب وممتلكاتهم هو المزيد من التدمير".

وفي هذا السياق، يعتبر أن الحديث "الإسرائيلي" عن الدمار والتهديد بحرب ضد لبنان كله وليس فقط الجنوب وحزب الله، "لا يخرج عن إطار التهديد والتهويل، وخصوصاً أن الحديث عن ضرب البنى التحتية لا يصحّ، بسبب عدم وجود بنى تحتية اليوم في البلاد".

ويشدد على أن "كل المواقف "الإسرائيلية" المتعلقة بالحرب الموسعة أو بعملية اجتياح بري هي غير واقعية، ذلك أن "الإسرائيلي" يدرك مدى خطورة هذا الأمر عليه، وأن أي عملية برية ليست مزحةً".

وحول رد حزب الله على هذه الاستهدافات وحملات التهويل، وعملية التدمير الممنهج للقرى الحدودية، يقول إن "الحزب يراعي مسألة مهمة وهي عدم توسيع الحرب بشكلٍ يمتد إلى كل لبنان، ولذلك فإن رده على هذه الاعتداءات هو مركز ويستهدف المراكز العسكرية للعدو المقابلة للمنطقة الحدودية، وأحياناً يستهدف الردّ بعض المستوطنات، وإنما لا يزال حتى الساعة منضبطاً إلى أقصى الحدود، ويعتمد استراتيجية الصبر، ولا يريد أن يكون الطرف البادىء باي حرب كبيرة".

وعما إذا كان لبنان قريباً من مثل هذه الحرب، يوضح إنه "حتى الساعة ما من خطر حرب شاملة، إلا إذا ذهب بنيامين نتنياهو في جنونه إلى أقصى الحدود في لبنان، علماً أنه ما زال يحاذر القيام باعتداءات تؤدي إلى نتائج دراماتيكية كاستهداف المدنيين، قد تفجّر الوضع بشكل شامل. ولكن ما من قواعد اشتباك، لأن العدو سيلاحق أي هدف في أي مكان، ولكن من دون التورط في أي مواجهة موسّعة جراء استهداف مدنيين، وذلك من خلال التوقيت أو الأهداف".

ويستنتج العميد ياسين أن "المواجهات العسكرية طويلة الأمد، وأن الجبهة ستشهد حرب استنزاف لأن ما من تهدئة في غزة لا اليوم ولا بعد شهر، والعدو مستمر في عدوانه على الفلسطينيين، ويستعد لمعركة رفح وللمزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة".

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه