اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تقترب "الحرب الإسرائيلية" على قطاع غزة من دخول شهرها الخامس، وما تزال الولايات المتحدة الأميركية مصرة على إبقاء العنان مرخى للفاشية الصهيونية، لعلها تتمكن من إفراغ قطاع غزة من سكانه والتسبب بكارثة إنسانية، بحيث يضطر المجتمع الدولي الى معالجتها باستعجال، بحسب خطة معدة مسبقاً في أغلب الظن قبل اشتعال الحرب، في ظل ميزان قوى مائل بشكل مرعب لمصلحة الفاشية، نتيجة اصطفاف الدول الغربية الأطلسية إلى جانبه . ليس مستبعداً، لو تحقق هذا السيناريو الكارثي، أن تشمل المعالجة الطارئة كل فلسطين بالإضافة إلى مناطق أخرى في البلدان المجاورة.

فما يبرر تشاؤمنا بالرغم من المقاومة الباسلة في قطاع غزة وجنوب لبنان والعراق وعلى جبهة البحر الأحمر ، هو ما تضمره الولايات المتحدة الأميركية من وراء امتناعها عن الموافقة على قرار يطلب وقف اطلاق النار فوراً في مجلس الامن الدولي وفي الجمعية العام للأمم المتحدة، ما يعني أنها تريد استمرار هذه الحرب حتى بلوغ أهدافها، بتعبير آخر تقف الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها إلى جانب الفاشية الصهيونية في هذه الحرب، أملا بالنصر النهائي على المقاومة الشعبية، وبالتالي فرض شروط الفاشية الغربية المنتصرة على الفلسطينيين وفي جميع بؤر المقاومة .

ولكن الاشكال هنا، أن نظم الحكم في شبه الدولة العربية لم تتمكن، أو لم تحاول، كما لو أنها غير معنية، أن تمارس ضغوطاً ما لمصلحة التوافق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا سيما أنه صار معلوماً أن كثيرين منهم مرتبطون، علنا أو سرا "مكشوفاً"، بعلاقات سياسية وتجارية وأمنية "بإسرائيل" . يقودنا هذا لنتساءل عن الدور الحقيقي لحكام شبه الدولة العربية، سواء لجهة برامجهم وأفعالهم في داخل بلدانهم، على الصعد التنموية والاجتماعية والأمنية أو لجهة الحفاظ على السيادة والاستقلال الوطنيين . فلا نجازف بالكلام أننا لا نعرف موضوعياً في أي جانب يقف جلهم . هل هم إلى جانب الفلسطينيين الذين يقاومون إجراءات المحتلين لإبعادهم؟ أو إبادتهم أم أنهم فضلوا غض الطرف عن الجريمة ؟؟

"ناموا على بهرج الدنيا وما علموا أن الفَراش على المصباح ينتحر" كما قال فيهم ، عمر أبو ريشة ! 

يتناهى إلى السمع والعلم أن قلة قليلة من هؤلاء الحكام، وهم ليسوا في الواقع بنظر مشغليهم أهلاً لبلورة خطة وساطة لوقف إطلاق النار ولحلول على المدى المنظور ، يجتمعون مع ممثلي الولايات المتحدة الأميركية و "إسرائيل" بين آونة وأخرى، حيث يقتصر دورهم حصرياً على أمر نقل رسائل إلى المقاومين ! يحق لنا أن نسأل حيال هذا الوضع "الرسمي" العربي، إذا جاز القول، ماذا بقي من نظام الحكم في شبه الدولة العربية؟ فهذا النظام خرج نهائيًا، من ساحة الحرب دفاعاً عن التراب الوطني، بالرغم من أن خطر الفاشية الصهيونية يتصاعد على مصر وبلاد الشام والعراق ، وهو ماثل في الراهن أكثر من أي و قت مضى...

نلامس هنا مسألة تتعلق بالفشل في تشكل الأمة الوطنية، أو بتعبير أدق بتراخي أو تلاشي الرابط الوطني اليوم ، عما كان قبل الهزيمة الماحقة في حرب حزيران 1967، نتيجة عدم الرضى عن إنتاج السلطة في بلداننا وعن أدائها . ولكن إيفاء هذا الموضوع حقه يستلزم تفاصيل كثيرة لا يتسع لها المجال هنا . لذا نقتضب فنقول إن المقاومة الوطنية ضد الفاشية الصهيونية فرضت على هذه الأخيرة بوجه خاص وعلى الدول الغربية الأطلسية بوجه عام، حرباً لم تكن في بالهم على الأطلاق، حيث إن جزءاً فقط من الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والعراقيين يتصدون لهم، دون دعم من دولهم ومن جيوشها، فتمكنوا من إهانة "إسرائيل" وجيشها ، ومن إسقاط الأقنعة لتظهر طبيعة النظام الغربي الأطلسي.


الأكثر قراءة

اكثر من حجمه