اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ثلاثة اسابيع ونيف مرت على إقرار مجلس النواب لاقتراح القانون المتعلق بالتمديد لقادة الاجهزة الامنية، والذي مدد تلقائياً ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لعام اضافي.

هذا التمديد الذي كان رأس مواجهته رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وضمناً الرئيس العماد ميشال عون والمعروف بتأييده وقناعته بصوابية خيارات باسيل السياسية وحزبية، جعل باسيل و"التيار" وحيدين في مواجهة قرار التمديد، وبالتالي في صدارة المواجهة السياسية مع قائد الجيش.

وقد برزت زيارتا الرئيس عون وعقيلته والنائب باسيل لتعزية قائد الجيش بوفاة والدته السيدة هدى مخلوطة، كما برز ايضاً التضامن الواسع من مختلف القوى السياسية والحزبية والامنية والدينية مع قائد الجيش من بوابة التعزية، وذلك بعد طي الجميع لصفحة التمديد العسكري، والرهان ان ينسحب التأييد للتمديد على التأييد الرئاسي لترشيح العماد عون ايضاً.

وتكشف اوساط مطلعة على اجواء الرابية، ان الرئيس عون يضع الزيارة في إطار التعزية والواجب الشخصي والعائلي والانساني، وليس لها اية دلالات وارتباطات سياسية، خصوصاً ان المتوفاة هي والدة قائد الجيش. والرئيس عون يقدم الاعتبارات الانسانية على اي اعتبارات اخرى، وهو من حكم موقعه السابق كرئيس كتلة نيابية سابق وكرئيس جمهورية سابق، تربطه علاقات بمختلف القوى السياسية والحزبية والنيابية والقيادات السياسية والعسكرية والامنية.

في المقابل، تؤكد اوساط قيادية في "التيار الوطني الحر" ان لا مغزى سياسياً و لا رسالة سياسية، هذا واجب، والجنرال عون والوزير جبران و كل "التيار" يضعون الخلافات السياسية جانباً امام المصاب الأليم الذي يصيب كل الناس. وتكشف ان التعزية والزيارة واجب انساني واجتماعي وشخصي، ولكن هذا لا يغيّر موقفنا السياسي من الاشخاص. فنحن متمسكون بالمبادئ التي طالما نادينا بها، ونحن مبدئيون وضد كل ما هو تمديد في مختلف المواقع والمؤسسات، وكل ما اتينا على ذكره في الطعن الذي تقدمنا به امام المجلس الدستوري.

وفي الموازاة، ترى اوساط نيابية مسيحية معارضة، ان باسيل يحاول ان يطوي صفحة التمديد لقائد الجيش مع إبقاء "ربط النزاع" معه في الملف الرئاسي، ويحاول الإيحاء ان صفحة الخلاف الشخصي قد طويت، وان الخلاف مع قائد الجيش سياسي وليس شخصاً ، خصوصاً ان باسيل وقبل ايام من جلسة التمديد النيابية وصفه بـ "إساءة الامانة وقلة الوفاء".

وتغمز الاوساط نفسها من قناة باسيل، لتقول ان الاخير يحاول ايضاً "الاستلحاق" في علاقته الشخصية مع قائد الجيش، لا سيما ان الاخير "رتب" علاقته مع الوزير السابق سليمان فرنجية وفتح معه "خطوطاً" شخصية وسياسية، رغم ان فرنجية لا يزال المرشح الرئاسي الاوحد لكل من حزب الله والرئيس نبيه بري.

وفي مقابل محاولة الرئيس عون وباسيل و "التيار" وغالبية نوابه "ترطيب" العلاقة الشخصبة مع قائد الجيش عبر تعزيته بوالدته، برز تحسن في العلاقة المؤسساتية بين قائد الجيش ووزير الدفاع العوني موريس سليم . اذ تكشف المعلومات ان الزيارة التي قام بها قائد الجيش لوزير الدفاع، صحيح انها بروتوكولية بالاعياد وبعد جلسة التمديد النيابية، الا انها تعكس اشارة لنية الرجلين التعاون في مصالح المؤسسة العسكرية، ولا سيما التعيينات وملء الشواغر في المجلس العسكري والادارة وسائر الشواغر في مؤسسات وقطاع الجيش المدنية والعسكرية.