اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شهدت خشبة مسرح جورج الخامس في أدونيس، انطلاقة العمل المسرحي الغنائي الإستعراضي "مش بس عالميلاد" للأخوين ماهر وفريد الصباغ.

ويتابع المشاهدون طوال ساعتين من الوقت أحداث "ضيعة الميلاد"، التي تأتي من نسج الخيال لتتطابق مجرياتها مع ما نعيشه في لبنان من صراعات وخلافات وتنافس على السلطة، مع علاقات حب وخيانة ضمن إطار كوميدي، برع الأخوان صباغ في تقديمه بأفضل صورة.

لا بدّ من القول أن إسناد دور البطولة في هذا العمل للممثل يوسف الخال كان "ضربة معلم"، لما قدمه من أداء مميز في دور "كريس"، الفنان الذي يعود لضيعته ليستعيد ذكريات الحب والعيد، ولنجاحه الكبير في أداء أغاني "الراب" للمرة الأولى على خشبة المسرح، لتشهد علاقته مع الممثلة كارين رميا، التي لعبت بجانبه دور البطولة، العديد من الأحداث المرتبطة بالضيعة وما يدور فيها من أحداث.

أما باقي الممثلين فقد شكّل وجود كل منهم في هذا، العمل إضافة كبيرة، فكانت أنطوانيت عقيقي "المختارة" التي تشغل القرية بأخبارها وتركيباتها الى جانب زوجها في العمل ريمون صليبا بطريقتهما الكوميدية المميزة.

أما جوزيف آصاف فقد ظهر بدور رئيس البلدية مع نائبه الممثل رفيق فخري، فجسدا صورة السلطة المحلية مع ما يرافقها من فساد واستغلال للموقع، ما يؤذي البلدة ويعيق تقدمها. ولا بد من الإشارة الى التميز الكبير، الذي ظهرت فيه الممثلة بولين حداد من خلال دورها وأدائها.

يوسف الخال: فلنعد الى العقل والحب لتنتهي الصراعات

الممثل يوسف الخال قال لـ "الديار" أن "هذا العمل الفني الاستعراضي الترفيهي، لا سيما في زمن الميلاد وسط الأجواء السلبية المحيطة بنا، أتى "فشة خلق"، وهو يوصل رسالة مفادها أن الحب لا يولد وسط الصراعات، فلنعد الى العقل والمنطق ونساهم في ولادة الحب لتنتهي الصراعات.

وأكد أن هذا العمل يتميز بجمعه لمختلف الأعمار، حيث يجد فيه الكبار الحكمة التي يبحثون عنها، والصغار يستمتعون بالترفيه الذي يؤمنه لهم. وعبّر عن فرحته بمفاجأته لشقيقته النجمة ورد بغنائه "للراب" في المسرحية ، حيث شكر الأخوين صباغ للتنوع الذي يظهرونه فيه في كل عمل.

وشدد الخال على أنه "علينا اليوم مقاومة الموت والكسل، وهذا ما نقوم به من خلال ما نقدمه من أعمالنا، والتمسك بوطننا أكثر فأكثر، لذلك لا أفكر بالهجرة أبداً، لأن الوطن ليس فندقاً وعلينا إعادته الى عزه ومجده."

وعما يحضر من اعمال جديدة ، أكد الخال ان المشاريع الآن مؤجلة بسبب الاحداث الدائرة في غزة، حيث نتمنى أن تتوقف هذه المجازر والصراعات.

أنطوانيت عقيقي: هذا سرّ نجاح المسرحية

بدورها، عبّرت الممثلة أنطوانيت عقيقي عن فرحتها الكبيرة بالأصداء التي تركها افتتاح المسرحية، حيث كانت أكثر من رائعة، كما لفتها الحضور الذي كان متنوعاً ومن مختلف الأعمار، ولعل ما ساهم في هذه الأصداء هو أن عناصر العمل كانت مكتملة، من الموسيقى للنص للوحات الراقصة للديكور وصولاً للممثلين.

وتؤكد أن هذه المسرحية نجحت بأن توصل الفكرة بضرورة المساهمة في نقل الفرح والسلام، من ضمن إطار مسرحي فني ثقافي وكوميدي.

كارين رميا: بالمحبة فقط نعيش أجواء الميلاد

واكدت الممثلة كارين رميا "أن المسرح الغنائي من أرقى أنواع الفنون، وأنا أجد نفسي فيه تماماً حيث يجمع التمثيل والغناء. وثقتي كبيرة بفريد وماهر لناحية الأدوار التي يمنحوني إياها في مختلف الأعمال التي قدمناها".

وتابعت كارين قائلة:"إن هذا العمل يحاول إظهار أهمية المحبة والحفاظ عليها في كافة الظروف، بعيداً عن المصالح لأنه بالمحبة فقط نعيش أجواء الميلاد".

كما أشادت بيوسف الخال وأدائه، وعبّرت عن تقديرها الكبير له، حيث أصبح هنالك تفاهم وتناغم كبيرين بينهما على المسرح.

جوزيف آصاف: أرغب في الترشح لرئاسة البلدية

أما الممثل جوزيف آصاف فكشف أنه "مع بدء التحضير للعمل كانت حرب غزة قد بدأت، وكان هنالك شك كبير حول عرض العمل، وذلك حسب تطور الأوضاع. إلا أن إرادتنا كانت أقوى من كل ما يجري ليولد العمل بالشكل الذي رآه الجمهور اليوم".

وتابع قائلاً أن "هذا العمل ليس الأول لي مع الأخوين صباغ، إذ سبق لي وشاركت معهما في مهرجانات بعلبك الدولية في مسرحية "من أيام صلاح الدين".

كما أكد آصاف اعجابه بدوره كرئيس للبلدية، حيث عبّر ممازحاً عن رسالة برغبته للترشح على رئاسة البلدية في بلدته.

وتمنى آصاف أن تكون رسالة المسرحية قد وصلت للشعب وللسياسيين، "الذين أوجه لهم اليوم نداءً بأن يرحلوا لنأتي بجيل جديد يتمكن من إعادة بناء لبنان. نحن أبناء الرجاء ورجاءنا كبير بأن الله سيوفقنا لكي يعود هذا الوطن كما نريده."

بولين حداد: علينا أن نتوحّد ونتّفق

من ناحيتها، أعلنت الممثلة بولين حداد التي تؤدي دور زوجة رئيس البلدية، أنه ومنذ العرض الأول "شعرنا بفرح الناس الذين قالوا لنا أنهم شعروا فعلاً بأجواء الميلاد، ومع رؤيتنا للوجوه المبتسمة، فإن ذلك يعطينا دفعاً إضافياً لنقدم المزيد والمزيد".

وقالت مؤكدة أننا "اشتقنا اليوم للمسرح الغنائي، وهذا ما شجع الأخوين صباغ للقيام بهذه الخطوة التي أتت على قدر التوقعات، لا سيما بعد المجهود الكبير الذي بذله كل فريق العمل طوال الفترة الأخيرة. أردنا من خلال هذا العمل أن نشدد على أهمية إبتعادنا عن الخلافات والانقسامات، والتي نعاني منها في لبنان منذ نصف قرن ولا نزال، يكفينا ما عانيناه وعلينا أن نتوحد ونتفق لما فيه مصلحتنا جميعاً."

رفيق فخري: مع بداية حرب غزة.. استمررنا بإيمان كبير

ويُخبر الممثل رفيق فخري أنهم بدأوا "قراءة العمل في السابع من تشرين الأول مع بداية حرب غزة، واستمررنا بإيمان كبير بأنه لا بد من أن يعود المسرح ويفتح أبوابه. وأرى أن الأخوين صباغ كانا بطلين بهذه المبادرة التي اتخذاها."

وبحديثه عن دوره، يؤكد أن "المسرحية مليئة بالمعاني، فدوري "جبرايل" نائب رئيس البلدية الذي يتآمر مع زوج المختارة للإيقاع برئيس البلدية، لتعود بالنهاية لتنتصر المحبة على الفساد الذي كان حاصلاً".

واشار الى ان أهمية العمل تبرز من خلال جمعه للرسائل والحكم، التي يهدف الى ايصالها مع الكوميديا واللوحات الراقصة والاستعراضية، ما يجعلها موجهة لكل الأعمار بدءاً من المدارس وصولاً للكبار والمتقدمين بالسن.

فريد الصباغ: قررنا أن نعيد المستوى الثقافي الذي فقدناه

الكاتب والمخرج فريد الصباغ أكد أنه " بعد اربع مسرحيات غنائية كبيرة "تشي غيفارا" و"من أيام صلاح الدين" و"الطائفة ١٩" و"حركة ٦ أيار"، حضّرنا هذا العمل وبدأت حرب غزة، وكنا أمام خيارين إما الاستمرار أو الاستسلام، وقررنا أن نستمر بهذه المقاومة الثقافية لكي نعيد المستوى الثقافي الذي فقدناه في الآونة الأخيرة، وهو أخطر ما تعرضنا له مع فقداننا لثقافتنا وهبوط المستوى في كافة المجالات. هذا الوقت هو المناسب لكي نناضل ونقاوم ثقافياً، لكي نظهر أننا قادرون على المحافظة على المستوى الفني والثقافي في لبنان".


الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا