اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من المحتمل ان يحفظ تاريخ فلسطين ودول السواحل الجنوبية للبحر المتوسط امتدادا إلى بلاد ما بين النهرين يوم 7 تشرين أول 2023، بما هو يوم انطلاقة حدث مفصلي في الصراع بين هذه المنطقة من جهة والدول الأوروبية الغربية التي استتبعتها الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 من جهة ثانية.

لا نجازف بالكلام أن الحرب التي أعلنتها "إسرائيل" على قطاع غزة تختزل في هذه المساحة الضيقة 360 كلم²، كل الصراع الاستعماري ـ الاستيطاني الغربي على ميراث الدولة العثمانية.

لعل ما يميز هذه الحرب هو الكشف عن أن المعسكر الغربي هو الذي يقرر الشروط والمواثيق التي يجب على المعتدى عليهم الالتزام بها، والأساليب والوسائل التي عليهم اتباعها، ينبني عليه أن كل خرق يستدعي حملة شرطية "دولية" يتولى تنفيذها هذا المعسكر، حيث يـُعمِّد "من وراء الحجاب" في كل مرة هذه الحملات بدم سكان البلاد، عسكراً ومدنيين دون تمييز باسم "القانون الدولي ودفاعاً عن حقوق الإنسان وإنفاذاً لواجب إنساني" بحسب المعايير التي يتنصل منها لعدم ملاءمتها لمصالحه ولكن يفرضها على أعدائه كما تقتضيه هذه المصالح.

كل حملة "شرطية" من حملات المعسكر الغربي ضد "المخالفات" المحلية، هي في الواقع "حرب"، يعلنها هذا المعسكر في الوقت الذي يراه مناسباً، لإتمام خطوة جديدة في مشروعه الاستيطاني، ويوقفها متى يريد، بعد أن يحقق الهدف منها.

ولكن حرب السابع من أكتوبر التي ما تزال دائرة، تتيح للمراقب قراءة أكثر ثراء وسهولة من الحروب السابقة، او بتعبير أدق، تذكرنا بوقائع الحروب السابقة فتوضحها استناداً إلى ما يجري حاليا وتكشف في المناسبة جهلنا وعجزنا نتيجة تراجع الفكر ورداءة السلوك في أوساطنا، افراداً وجماعات ولكن هذا موضوع يتطلب تفاصيل كثيرة لا يتسع لها المجال هنا.

تقول مناضلة يهودية "من أجل السلام" في ردها على صحافي لامها على القائها مسؤولية الخسائر البشرية والدمار المترتبين عن الحرب في قطاع غزة على قادة "إسرائيل" "هل تلام امرأة تغتصب إذا ركلت مغتصبها؟". بينما تضمن بيان صدر عن اجتماع ضم خمس دول هي الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا، المانيا وإيطاليا، أن هذه دول تعلن عن تأييدها غير المشروط لـ "إسرائيل"، بالرغم من تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي الذي نعت به الفلسطينيين بالحيوانات البشرية، مبرراً عزمه على منع الغذاء والماء عنهم وحرمانهم من المحروقات والكهرباء. في المقابل بح صوت صحافيين ومفكرين يهود وغير يهود، لإقناع العالم والإسرائيليين، بأن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية يغيرون على الفلسطينيين ويقتلون أبناءهم ويقطعون شجرهم، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، و "بان قطاع غزة سجن واسع 362 كلم²، تتراكم فيه "الخردة" البشرية، لكي تختنق وتموت، بعد أن أقفلت أبوابه ونوافذه من الخارج، قِدر أحكم إغلاقه بحراً وجواً وبراً، هل سدّ جيداً لان جهنم تنتفل كالوباء؟ ولكن أيها مسبق، الدجاجة أم البيضة؟"، وأخيراً، بان الطفل المقتول يساوي طفلاً مقتولاً...


الأكثر قراءة

اكثر من حجمه