اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

توحي إليك المشاهد التي تأتينا من قطاع غزة بأن زلزالا قويا ضربه، بل يضربه في الواقع دون توقف منذ تسعة أيام ولم يتوقف بعد.

من المعروف أن هذا الزلزال ليس طبيعياً جيولوجياً، بل يمكننا أن نصفه بالأوروبي ـ الأميركي كونه يتم بواسطة طائرات حربية صنعت في الولايات المتحدة الأميركية، وحملت بقذائف وصواريخ صنعت في مختلف الدول الأوروبية.

هذا معطى موضوعي لا جدال حوله، وما يزيد الطين بله أن هذا المعسكر الأوروبي ـ الأميركي الفاعل الأساس لما يجري، يبرر فعلته بأنه ضمن حق الانتقام، ضمناً إخلاء القطاع من "الحيوانات البشرية"، معبراً عن مفهوم تبناه النازيون في ألمانيا والمستعمرون الأوروبيون حيثما حلوا. ففي اعتقادنا أن هذا ما يوصل اليه تحليل تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية في "إسرائيل": "أنا هنا لست وزيراً أميركيا، وإنما أنا يهودي هرب جده من النازيين"، كما لو أن المواطنين اليهود في فلسطين وغيرها من الأقطار العربية، تعرضوا لما أصاب اليهود في علمانيا وفرنسا وبولندا، على سبيل المثال.

ليس من حاجة هنا للتوسع في كلام الرئيس الأميركي نفسه، الذي رأى ثم تذكر أنه لم ير "صور الأطفال القتلى في المستعمرات"، تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن 60 % من ضحايا الزلزال الغربي في القطاع، هم من النساء والأطفال الفلسطينيين.

مهما يكن فإن هذا كله يفاقم الأمور، ليس فقط في قطاع غزة وإنما في مصر أيضاً، التي يبدو أنها تتعرض لضغوط كبيرة لإجبارها على قبول أبناء الذين نفوا في سنة 1948، إذ ينفون مرة ثانية. ولكن الطامة الكبرى عندما يشمل قرار النفي الجديد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ثم الفلسطينيين الذين نجوا من التهجير والإبعاد في سنة 1948، عندئذ سيضرب الزلزال على الأرجح الأردن وسورية ولبنان والعراق، بل سيصير ضرورة تمهيداً لتنفيذ المشروع الأوروبي ـ الأميركي الهادف إلى"تغيير وجه المنطقة" كما قال في الأيام الأخيرة رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، مذكراً بما كانت قد و عدت به الوزيرة الأميركية في عهد الرئيس بوش أثناء إحتلال العراق، عن خطة "لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط"، وكما جاء كرجع صدى تصريح الرئيس الفرنسي "عن استعداد لدعم إسرائيل من أجل شرق أوسط مسالم". ما يدل في أغلب الظن على أن الانتفاضة الفلسطينية في قطاع غزة كشفت عن أن "خطة الشرق الأوسط الجديد" معدة منذ وقت بعيد، وعلى أن لـ "إسرائيل" دوراً رئيساً في تطبيقها.

وعليه أننا أمام احتمالين:

ـ فإما أن تتسع الاشتباكات لتشمل جبهات أخرى على المدى بين مصر والعراق.

ـ وأما أن يوقن المعسكر الغربي أن الخطة التي يتبناها غير قابلة للتحقيق.

متى يقتنع حكام الغرب أن "الإسرائيلي" المقتول يساوي الفلسطيني المقتول؟


الأكثر قراءة

اكثر من حجمه