اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يبدو أن قصتنا معقدة، مستعصية على فهمنا، فليس أمامنا إلا التساؤل عن المكان الذي نحن فيه وكم سنبقى فيه؟ إذن نحن ننتظر ما يجب علينا فعله، ولكننا لا نعرف في الواقع من أين سيأتينا القرار أو الأمر بالتحرك وفي أي اتجاه؟ مهما يكن فمن حقنا أن نقلق ونضطرب.

ها هي الأساطيل الأميركية والبريطانية تتجه إلى شواطئنا توازياً مع فعاليات الحرب، حرب الإبادة، التي أعلنتها إسرائيل على سكان قطاع غزة، بدءاً بالقصف الجوي العنيف ريثما تنتهي من تشكيل الفرق المقاتلة وتجهيزها، بعد استدعاء ثلاثمائة ألف من عسكر الاحتياط، تمهيداً على الأرجح لعمليات برية. الأمر الذي يثير الحيرة والمخاوف، فأغلب الظن أنهم، أي الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في معسكر الدول الغربية الاستعمارية، يعدون لحرب كبيرة، تتعدى قطاع غزة.

اللافت للنظر فيما يتعلق بالقطاع المكتظ بالسكان، هو أن القصف الجوي الذي يتعرض له، استمر ثمانية أيام حتى الآن، عشوائياً بشتى أنواع القذائف والصواريخ والفوسفور الابيض، ترافقت في الدول الغربية مع حملات إعلامية محمومة ومغرضة، مبنية على معطيات مختلقة افتراء على انتفاضة المقاومة الفلسطينية ضد الغيتو، حيث بدأ الإسرائيليون اليوم بالكلام عن ترحيل السكان من منطقة إلى أخرى في داخل القطاع، إلى جانب التلميح الواضح لضرورة إفراغه من سكانه، المجوعين والمعطشين والمرهقين، ودفعهم باتجاه سيناء، ما يعني نقل السجن من قطاع غزة إلى سيناء.

لذا يحق لنا السؤال عما إذا كانت الحشود العسكرية الإسرائيلية الكبيرة هي لقتال المقاومة الفلسطينية في حدود الثلاثمائة وخمسين كيلومترا مربعا أو لإجبار مصر على قبول انتقال اللاجئين من القطاع إلى سيناء؟ يحار المرء في هذا السياق أيضاً، في التكهن بالمسببات التي جعلت البوارج الأميركية والبريطانية تتحرك نحو شرق المتوسط، هل هي جاءت من أجل رفد الجيش الإسرائيلي العرمرم على الجبهة الشمالية في إطار سيرورة مماثلة لما هو محتمل الوقوع على جبهة سيناء، أي الغاية منها ترحيل السكان أو إفراغ الضفة الغربية. وقد يصل الأمر إلى التوسع شمالاً في الأراضي اللبنانية والسورية؟ مهما يكن فإن هذه البوارج لم تأت للنزهة، ليس مستبعداً أن يكون الدافع أيضا هو السيطرة على النفط والغاز في شرق المتوسط، أضف إلى حماية المنصات الإسرائيلية العاملة في هذا المجال؟

خلاصة القول وقصاره، أن عملية المقاومة الفلسطينة في قطاع غزة، أظهرت من وجهة نظرنا حقيقة دولة إسرائيل وحجمها الفعلي، فهي تمتد موضوعياً من الولايات المتحدة الأميركية إلى غربي أوروبا وإلى شرق المتوسط، ينبني عليه أنها تمثل نظاماً عالمياً امبريالياً وأن التحرر من نفوذها يستلزم اتحاد الشعوب المتضررة من هذا النظام الذي يطمح لاستعادة نفوذه وتدعيمه في سورية والعراق وشمال إفريقيا ...

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه