اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ترك الإرهابيون في المناطق السورية التي كانوا يسيطرون عليها مختلف أنواع الدمار والخراب، بعد سنوات على استقرارهم فيها متخذين منها منطلقا للتدمير الممنهج الذي طال قسما واسعا من البنى التحتية.

لا تقتصر جرائم الإرهابيين في سوريا على اختلاف جنسياتهم عند النشر الواسع لحقول الألغام والمفخخات ومستودعات الأسلحة التي تكفي لخوض حروب مع عدة جيوش مجتمعة، وإنما تركوا خلفهم عشرات الآلاف من المنازل المدمرة وحطام من البنى التحتية التي لطالما ميزت سوريا على اعتبارها أنها صاحبة البنية التحتية الأكثر استقرارا في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أن عمليات إزالة هذا الركام العارم بدأت منذ أشهر عديدة، كان هناك اليوم تصريح هام من الجانب الروسي، شريك سوريا في الحرب على الإرهاب، حول إعادة الإعمار وإزالة ملايين الأطنان من مخلفات الحرب التي شنتها الغرب بتحالف فاضح مع طيف واسع من تنظيمات إرهابية متعددة الولاءات بما فيها تلك التي تبايع تنظيم "قاعدة الجهاد العالمي" في أفغانستان.

وقال المدير العام لشركة "روستيخ" الحكومية الروسية، سيرغي تشيميزيف، اليوم الثلاثاء 19 شباط/ فبراير، خلال معرض "آيديكس-2019" في الإمارات العربية المتحدة: أود التعليق على مجال موضوعي منفصل، هو إعادة إعمار سوريا في مرحلة ما بعد الحرب. إذ تملك "روستيخ" والشركات التابعة لها صلاحيات تنفيذ مشاريع البنية التحتية، كما أنها مستعدة لتزويدها بالمعدات والآلات اللازمة".

كاشفا عن الاهتمام الذي أبداه السوريون بمعدات بناء الطرق، التي تصنعها "روستيخ"، والحديث هنا يدور في المرتبة الأولى عن آلات التحميل والجرافات القوية والجرارات الثقيلة، نظرا لحاجة سوريا الماسة لمثل هذه التقنيات، كما أضاف أن ممثلي سوريا زاروا مصنع "أورال فاغون زافود" للاطلاع عليها.

العملاق "روستيخ" شمر عن ذراعيه

وأضاف تشيميزيف: اقترحت الشركة الروسية كجزء من تنويع الإنتاج مشروع مصانع لفرز النفايات وهذا اتجاه واعد، إذ سيوفر الفرز الآلي أكثر من 100 ألف طن من النفايات الصلبة واستخراج نحو 30 بالمئة من الموارد الثانوية وتتحلل النفايات المتبقية أو تحرق مع الحد الأدنى من الضرر البيئي.

وتحمل تصريحات "روستيخ" هذه دلالات غاية في الأهمية لجهة تمهيد الطريق في المناطق المدمرة قبل التفكير بأي خطوة لاحقة للإعمار.

من جهتها، صرحت القيادة السورية في كل مناسبة بأن كل شارك في دعم الإرهاب والإرهابيين من أجل تدمير سوريا، لن يكون له هناك أي فرصة للمشاركة في إعمار البلاد، وإنما فقط الدول التي وقفت مع الشعب والدولة السورية في معركة دحر مئات ألوف الإرهابيين الذين تلقوا الدعم بمختلف أشكاله من دول عربية وغربية إمعانا منهم في تدمير الوطن فوق رؤوس ساكنيه.

وما أن بدأ غبار الحرب يزول تدريجيا، وملامح إعادة الإعمار ومخططات النهوض بالمنشآت والبنى التحتية بدأت تأخذ ملامحها على الصعيدين الداخلي والخارجي، حتى ظهر الأصدقاء الروس مجددا ليس كشركاء وداعمين في الحرب على الإرهاب الدولي في سوريا سوريا فحسب، وإنما كشركاء أيضا في الإعمار والعودة بالبلاد إلى أفضل ما كانت عليه قبل الحرب.

أفضل تصريح غربي سمعه الأسد

لا يمكن للرئيس السوري، بشار الأسد، أن ينظر إلى الغرب اليوم إلا بكثير من الريبة، ليس من باب الرد على دعمهم للإرهاب في سوريا فقط، بل للطريقة المفضوحة في تشديد العقوبات ورعايتها، وخاصة أن الحزمة الأولى من العقوبات تم تطبيقها من قبل الاتحاد الأوروبي بعد أيام فقط من انطلاق شرارة الحرب على سوريا على شكل ما دعي "احتجاجات" في آذار/ مارس 2011، كما لا يمكن للأسد تجاهل بناء مخيمات خاصة للاجئين مفترضين من سوريا في عام 2010!! أي قبل عام كامل من بدء ما سماه الغرب "الثورة السورية" التي تم الكشف لاحقا عن أن منفذيها هم من ناشطي "جبهة النصرة" و"داعش" الإرهابيين (المحظورين في روسيا)، وذلك بهدف تفريغ سوريا من أكبر عدد من سكانها واستخدام القضية للضغط على السلطات السورية وتشويه صورتها في المحافل الدولية.

ولا يزال تصريح الرئيس الأسد، حول إعادة الإعمار يرن في آذان الغرب، عندما علق الأسد على التصريحات الغربية بعدم رغبتها المساهمة في إعادة إعمار بلاده "مادام الأسد باقيا في السلطة"، وقال "صراحة، هذا أفضل تصريح غربي خلال هذه الحرب، وهو أنهم لن يكونوا جزءا من إعادة الإعمار في سوريا، لأننا ببساطة شديدة لن نسمح لهم أن يكونوا جزءا منها، سواء أتوا بالمال أم لا، وسواء أتوا بقرض أو بمنحة أو بتبرع أو بأي طريقة كانت، نحن لسنا بحاجة للغرب".

مهمة صعبة وليست مستحيلة

وعلى الجانب الآخر الذي يتعلق بالحلفاء في الحرب على الإرهاب في سوريا، لا بد أن يكون لروسيا الاتحادية الحصة الأكبر في هذه العملية، وبالفعل بدأت منذ أشهر عديدة تطفو على السطح، المبادرات الروسية التي أذنت ببدء هذه العملية والتي لن تكون سهلة إلا أنها ليست مستحيلة.

وفي إطار استمرار التعاون العسكري بين روسيا وسوريا، شهد ميناء طرطوس السوري رسو سفينة شحن عسكرية روسية محملة بمعدات تقنية بما فيها مجمع رقمي متنقل لوضع الخرائط ومخططات المدن.

وتستطيع هذه المنظومات مسح التضاريس ورسم خرائط رقيمة بالإضافة لوضع نماذج ثلاثية الأبعاد للخرائط وغير ذلك من أعمال المساحة وترسيم الحدود.

وأكد قسطنطين كالميكوف، رئيس قسم الاتصالات العسكرية لدى القوات الروسية في سوريا، أن هذا المجمع سيساعد السوريين في وضع خرائط جديدة لسوريا، ضرورية لإعادة إعمار وتخطيط المدن والبلدات المتضررة جراء الحرب.

بدوره قال رئيس قسم الطبوغرافيا في الجيش السوري، حسن محمد علي، إن القوات المسلحة السورية بحاجة ماسة لهذا المجمع.

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»