اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شكّلت الإنتخابات النيابية الأخيرة وتداعياتها ونتائجها وطبيعة تحالفاتها سبباً كبيراً لامتعاض العديد من القيادات الكتائبية، ولم تكن انتخابات نقابة الصيادلة هي فتيل التفجير الذي أدّى إلى استقالة بعض أعضاء المكتب السياسي الكتائبي بل الخلاف على الموقع الذي سيحتله حزب الكتائب بين الأحزاب المسيحية، فالصراع الدائر اليوم هو بين رئيس الحزب النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل والنائب السابق سامر سعاده وآخرون، فهؤلاء يريدون من سامي الجميل تغيير سياسته التي تأخذ منحى استقلاله عن الأحزاب السياسية الأخرى على اعتبار أن حزب الكتائب هو الحزب المسيحي الأم الذي وُلدت من رحمه باقي الأحزاب المسيحية إنما يريد النائب نديم الجميل أن يكون حزب الكتائب ملحقاً بحزب القوات اللبنانية من أجل تشكيل جبهة مسيحية مع التيار الوطني الحر، إلا أن سامي الجميل يرغب بالبقاء بعيداً عن القوات والتيار الوطني الحر.

وتقول المعارضة الكتائبية أن سبب خسارة الحزب لعدد من النوّاب هو بسبب عدم تحالف الحزب مع القوات اللبنانية، علماً أنه في الأماكن التي تحالف فيها الحزب مع القوات فشل الحزب ولم يستطع إيصال مرشحه النائب السابق إيلي ماروني، ونديم الجميل فاز بشقِّ النَفَس، ولو لم يعط التيار الوطني الحر بعض الأصوات للمرشح مسعود الأشقر لكان خسر النائب نديم الجميل. إذاً ليس صحيحاً أن تحالف الحزب مع القوات كان قد زاد من عدد نواب حزب الكتائب، ففي زحلة اتفق القوات والتيار الوطني الحر على تأمين وصول النائب الحالي سليم عون.

لذلك أمام هذه المستجدات والتطورات والإنقسامات التي يعيشها حزب الكتائب اليوم، فإن الأنظار مشدودة إلى المؤتمر الذي سيعقده الحزب في 15/16/ و17 شباط، وفي اليوم الأخير للمؤتمر سيتم انتخاب مكتب سياسي و«مجلس شرف المحكمة» واللجنة العليا للرقابة المالية، والتحضير للمؤتمر انتقل الى في المناطق استعداداً لانتخاب المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر وانتخابهم سيتم في شهر كانون الثاني.

تقول أوساط كتائبية مقرّبة من النائب سامي الجميل أن حجم المعارضة الكتائبية هو قليل جداً ويحاولون أن يستبدلوا المنافسة الإنتخابية بنقل المعركة إلى الإعلام كمحاولة إبتزازية وللإيحاء بأن المعارضة لديها امتدادات واسعة في الجسم الحزبي المنتشر في كل المناطق، إلا أن واقع هذه المعارضة التي يقودها النائب نديم الجميل والنائب السابق سامر سعاده سوف لن تصل إلى أي مكان ولن تستطع أن تُحدث شرخاً صغيراً أو كبيراً في الحزب.

أمّا على صعيد الحزب في منطقة زحلة والبقاع يتمتع رئيس الحزب النائب سامي الجميل بمساحة واسعة من النفوذ بين الكتائبيين وقياداتهم في المنطقة وعلى رأسهم رؤساء الأقاليم السابقين وبعض الفعاليات الكتائبية المؤثرة في المنطقة باستثناء النائب السابق إيلي ماروني الذي يغرّد بمفرده في هذه المرحلة، حيث يعتبر بعض الكتائبيين أن الحزب لو اعتمد مرشحاً غير ماروني في الإنتخابات النيابية الأخيرة فكانت احتمالات الفوز كبيرة جداً.

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»