اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تكثفت الجهود المبذولة منذ يومين لإعادة الأمور إلى نصابها إلى بلدة الفرزل التي كادت أن تفقد سلمها الأهلي نتيجة أجواء التوتر التي فجّرتها محاولة القوات اللبنانية إقامة نصب تذكاري لشهدائها أمام منزل النائب ميشال ضاهر. وتكللت هذه الجهود بوأد الفتنة وإلى الإفراج عن مسؤول قسم الفرزل في القوات اللبنانية يوسف سيدي بعد يومين على توقيفه من قبل الجيش اللبناني. وكان لافتا دخول راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش على خط التهدئة وإزالة كل مسببات التوتر التي عصفت بالمنطقة.

وقد قام صباح امس نواب القوات في قضاء زحلة والنائب ميشال ضاهر ومحافظ البقاع كمال أبو جودة ورئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان بجولة على بعض الأماكن في البلدة التي يمكن أن تكون بديلا صالحا لإقامة النصب التذكاري لشهداء القوات، دون أن يسبب إستفزازا لأحد ولإعادة الأمور إلى نصابها في أكبر بلدة كاثوليكية بعد مدينة زحلة.

مصادر زحلاوية ذكرت ان ابرشية الروم الملكيين الكاثوليك كانت قد اتخذت الفرزل مركزاً اساسياً للمطرانية، ولم تكن في يوم من الايام سبباً للتوتر في المنطقة بل فتحت مركز المطرانية آنذاك الفرزل على جوارها المسلم ومازالت الفرزل حتى اليوم تتمتع بعلاقات تجارية يومية وإجتماعية مع جوارها، وتكاد لا تفرق بين عادات وتقاليد أبناء الفرزل وأبناء القرى المجاورة.

واكدت المصادر ان الفرزل لم ينطبع تاريخها بلون سياسي معين بالرغم من وجود أحزاب تتناقض فكريا في ما بينها، إنما هذه الأحزاب دائما تغلب مصلحة الفرزل على أي مصلحة أخرى.

وتقول مصادر التيار الوطني الحرّ في البلدة ان ما حصل كان مفاجئا لكل أبناء البلدة عندما إستقدمت القوات اللبنانية بعض من أنصارها من خارج البلدة للإستقواء على أبناء الفرزل، وهذا الأمر لم تعتاد عليه الفرزل في السابق، علما أن النائب القواتي جورج عقيص حصل على حوالى ألف صوت تفضيلي من بلدة الفرزل وحدها، إلا أن هذا الرقم تراجع إلى ما دون المئة في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقيص منذ يومين في أعقاب الإشكال الذي حصل فيها.

وتمنت المصادر على القوات اللبنانية أن تخرج من ثقافة الحرب وتمارس العمل السياسي تحت سقف ضمان الحريات والعمل الديموقراطي لكي لا يضطر النائب عقيص بتقديم الإعتذارات للذين أسيءإليهم كما فعل صبيحة اليوم الثاني للإنتخابات النيابية الأخيرة، فبدل أن يحتفل بفوزه راح يقدم الإعتذارات لكل من أساءت إليهم القوات اللبنانية يوم الإنتخابات حيث وصل بها الأمر إقتحام منازل بعض خصومهم في اللوائح الأخرى.

مصادر القوات اكدت ان حادثة الفرزل مفتعلة وتوقيتها مريب وكأنّ هناك نية لنقل التوتر السياسي الى الشارع، لأنّ النائب الضاهر على علم مسبق ومنذ اسابيع بتوقيت وضع النصب التذكاري لشهداء القوات، وجرت مفاوضات معه في هذا الشأن والبلدية أعطت الترخيص والأمر متفق عليه وهو في أملاك خاصة. وبالتالي، الاعتداء لم يكن مبرراً ولا يمكن تفسيره الا من منطلقات وخلفيات سياسية ترمي الى نقل المشكلة والمواجهة الى الشارع لتسخين الوضع. وطبعاً للنائب الضاهر خلفيات مناطقية واضحة المعالم، انطلاقاً من وضعيته داخل بيئته، ولكن ايضاً هناك رسائل سياسية واضحة المعالم ايضاً، لأنّ توقيتها مريب في هذه اللحظة بالذات».

وفي هذا المجال، دعا النائبان عقيص والمعلوف امام تمثال الشهداء في زحلة الذي كان مقرراً في تمام الساعة السصادسة من مساء امس، بعدما كان الهدف منه المطالبة باطلاق رئىس مركزالفرزل في «القوات اللبنانية» يوسف سيدي، وبعدما أدت الاتصالات والمساعي الى الوصول الى الخواتيم المرجوة.

واكد في بيان ان «تعليق الاعتصام لا يعني بتاتا الموافقة على اي محاولة التفاف على من أطلق النار وضرورة توقيفه، كما التمسك بإقامة النصب التذكاري ورفض اي مساومة على هذا المستوى».

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»