اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في ظل الصراع الايراني-"الاسرائيلي" في المنطقة، والذي انتقل الى المواجهة المباشرة،شهدنا رد ايراني على الاعتداء "الاسرائيلي" لقنصليتها لدى دمشق ومقتل اعضاء مهمين في الحرس الثوري الايراني، وقيام "اسرائيل" بالرد على الرد من خلال ضرب اصفهان ضربة محدودة، لا نرى مشروعا عربيا لمنطقة الشرق الاوسط يتضمن فلسطين، التي تبقى القضية الاساسية للعرب الاحرار، ويشمل ايضا دولا اخرى منها لبنان وسوريا والعراق...

الشعوب العربية تشعر بفراغ كبير على مستوى القيادة العربية، حيث ان ايران لديها نفوذ في عدة دول عربية على غرار لبنان وسوريا والعراق، فضلا عن دعمها لفصائل فلسطينية لمقاتلة "اسرائيل" مثل حماس، في حين ان الدولة العبرية ايضا لها تمدد سياسي وسلطوي في المنطقة، الا الدول العربية التي تكتفي بدور محلي وادارة شؤون بلادها متخلية عن مشروع يُحيي العروبة في هذه المنطقة "المدججة" بالصراعات.

هذا اليُتم العربي يُمحي شيئا فشيئا اي دور للدول العربية في الشرق الاوسط، ولا يجعلها في موقع قرار لتحديد وجهة المنطقة، بل تبقى الدول العربية في موقع ضعيف وهامشي. بمعنى آخر،لا قيادات عربية تمسك بزمام الامور في مسار اي قضية عربية، ولا تملك مبادرة لمعالجة الازمات المزمنة في المنطقة وابرزها فلسطين، او بالاحرى اعتمدت نهج الاستسلام في ازمة فلسطين، وبالتالي جل ما تقوم به هذه الدول العربية الموافقة على الحلول التي تفرض على المنطقة.

هذا التخلي العربي عن اي دور ريادي لها في الشرق الاوسط، ترك دول اخرى تدير المنطقة وتتصارع مع بعضها للحصول على نفوذ اوسع في بلدان عربية، يجعل الشعب العربي يعيش احباطا ويأسا لا مثيل لهما. اما المضحك المبكي ان بعض الدول العربية التي تمتلك قدرات اقتصادية قوية، ما يعطيها نفوذا وقوة للعب دور هام ليس فقط على الصعيد المحلي بل على الصعيد الاقليمي، تمارس هذا النفوذ على دول ضعيفة مثل لبنان والعراق فتعاقبهما، ولا تساعدهما في محنتهما سواء الاقتصادية او المالية او الاجتماعية نتيجة تزايد النفوذ الايراني فيهما، علما ان هذا الامر حصل بسبب ضعف هذه الدول العربية التي ذكرناها.

وفي قضية فلسطين، معظم الدول العربية لا تدعم حماس ولا الجهاد الاسلامي، في حين تدعم السلطة الفلسطينية معنويا فقط التي اصبحت سلطة ذات دور وظيفي امام الاحتلال الاسرائيلي. وفي هذا النطاق، اليُتم لمشروع عربي يضع الدول العربية في الصفوف الجانبية وليس الامامية، وهذا ليس بأمر سليم، لان التقوقع العربي واضمحلال دور اساسي لاي دولة عربية في الصراع الفلسطيني- "الاسرائيلي" يجعلهما دولا لا قرار لها في اي تطور يحصل في هذا الصراع، وفي اي خطة او مشروع يجلب تغييرات مفصلية على منطقتنا. والانكى ان بعض الدول العربية لم تكتف بعدم امتلاك دور فعال في المنطقة، بل ارتضت لنفسها ان تقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني خوفا وحقدا من ايران.

باختصار،بدلا من ان تعزز الدول العربية مقومات قوتها وتضع خطة استراتيجية لها في هذه المنطقة، ذهبت نحو "اسرائيل" وصبت حقدها على الجمهورية الايرانية الاسلامية ،التي تدرك الاخيرة جيدا مصادر قوتها وتعززها، وتعلم جيدا كيفية استخدامها لمصالحها. وهذا امر بديهي لاي دولة مثل ايران ان تعتمد نهجا يقوي موقعها اقليميا.

ليت القادة العرب يأخذون العبرة من ايران ويضعون مشروعا اقليميا يجعلهم في الصدارة، بدلا من دفن رؤوسهم في الرمال.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟