اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سامر الحلبي


تواصل ناديا قاسم فواز تألقها في لعبة الشطرنج خصوصا بعد احرازها منذ فترة قصيرة بطولة لبنان للسيدات، وفي هذا الاطار كان لـ "الديار" حديث مطول وشيق مع البطلة فواز حول مسيرتها وأحلامها المستقبلية.

تقول ناديا "بدأت لعب الشطرنج بعمر 8 سنوات وسبب تعلقي باللعبة لأن والدي ضابط في الجيش ولاعب ضمن فريق الجيش للشطرنج منذ 20 عاما وهو حكم اتحادي للعبة، وكذلك شقيقي محمد الذي يكبرني بعام ونصف تعلم اللعبة وحصل بعمر 8 سنوات على لقب وصيف بطل لبنان لفئة دون 8 سنوات ذكور وبعدها بطولة لبنان لفئة 10 و12 سنة وكان يتمرن ضمن نادي الأهلي صيدا. فطلبت من أهلي أن أرافق شقيقي وأتمرن معه في النادي حيث تتلمذت على يد المدرب سيد شامية ووالده إبراهيم وبعدها بطل لبنان أحمد نجار. اخترت اللعبة منذ البداية حباً للمنافسة والحصول على ألقاب وكؤوس وميداليات بالإضافة إلى إمكانية السفر وتمثيل لبنان في الخارج".

ألقاب متنوعة وعديدة

تتابع فواز "كان بإمكاني الحصول على لقب بطلة لبنان للسيدات منذ العام 2019 كوني منذ ذلك الوقت وبمعظم البطولات الرسمية والخاصة أحصل على المركز الأول للإناث واتغلب معظم الأحيان على الكثير من الشباب والأبطال السابقين. ولكن حالت الأزمة الاقتصادية وكورونا من إقامة البطولات وتطوير المستوى فقد حصلت على أول لقب لي بطلة لبنان للمدارس إناث دون 8 سنوات في عام 2018. بعدها بدأت أشارك أنا وشقيقي في معظم البطولات الودية والرسمية، أذكر بعض الألقاب والإنجازات التي حققتها بطلة العرب للإناث أونلاين عام 2020 دون 10 سنوات. وكذلك بطلة لبنان إناث دون 10 سنوات عام 2020 والمركز الثالث إناث في بطولة العرب في بغداد عام 2021 دون 14 سنة وحصلت على لقب wcm شرط أن أصل إلى تصنيف 1800 كذلك كنت بطلة العرب إناث دون 12 سنة في دمشق عام 2022 وصلت على لقب wfm وبطلة لبنان إناث دون 20 سنة عام 2023. وشاركت ضمن منتخب لبنان للسيدات في أولمبياد الشطرنج العالمي في الهند عام 2022 وحصلت أيضاً على لقب wfm كوني حققت نتيجة 7.5/9 نقاط وكانت أفضل نتيجة للبنان على صعيد الرجال والسيدات".

ومن الالقاب التي حصدتها فواز بطولة لبنان للسيدات في الشطرنج السريع عام 2023 والمركز الثاني في بطولة لبنان للفرق للعام 2023 وبطلة لبنان للسيدات في الشطرنج الكلاسيكي للعام 2024، كما شاركت أيضاً في بطولة العالم للناشئين في جورجيا عام 2021 وأولمبياد أذربيجان دون 16 سنة. وشاركت ببطولات دولية في الإمارات في أبو ظبي والشارقة وأحرزت مع شقيقها لقب بطل العائلات الشطرنجية بالتساوي مع ثلاث عائلات عربية عام 2022.

اضافة الى بطولة آسيا للناشئين عام 2023. واليوم تخوض بطولة لبنان للناشئين عن فئة 20 عاما إناث وتبقى لديها مباراتان لاحراز لقب بطلة لبنان للإناث دون 20 عام للعام 2024.

وحول لقبها الأخير قالت "أحرزت بطولة لبنان للسيدات للعام 2024 إذ شاركت فيها على مدى ثلاثة أسابيع وكان مكان إقامة البطولة في نادي الرياضي بيروت ونادي آرارات. وكانت في الشطرنج الكلاسيكي نظام سويسري من 7 جولات وضمت البطولة 15 لاعبة من أفضل لاعبات لبنان تراوحت أعمارهن بين 7 سنوات وأكثر من 50 عاما. وأحرزت اللقب بعد أن جمعت ست نقاط ونصف من أصل سبع نقاط ممكنة بعد ست جولات، فوز وجولة واحدة تعادل دون أي خسارة وبفارق نقطة ونصف عن المركز الثاني وهذه البطولة الأغلى على قلبي بعد بطولة العرب للإناث وللأسف كان بإمكاني إحراز هذا اللقب منذ العام 2019 ولكن لم تنظم البطولة منذ حوالي 10 سنوات لظروف أجهلها. التحدي الأكبر في هذه البطولة هو تنظيمها في شهر رمضان المبارك حيث خضت معظم البطولة وأنا صائمة خلال النهار والحمد لله تمكنت من إحراز البطولة بعمر 13 سنة وحسب ما أذكر في العمر نفسه الذي أحرزت فيه اللاعبة سوزان موراديان".

تعتبر ناديا ان التوفيق بين الدراسة والشطرنج يشكل تحديا كبيرا لها ولعائلتها ومدرستها. وهي شارك في معظم البطولات الخارجية خلال أيام المدرسة وتقدم المدرسة الدعم الكبير حيث تسمح لها بالتغيب الحضوري فهي تتابع دروسها أونلاين وأحياناً في أوقات الامتحانات يقومون بتأجيل الاختبارات لحين عودتها من السفر.

وحول انسحابها أمام لاعبة من الكيان "الاسرائيلي" في وقت سابق، قالت: "اسمح لي أن أحيىى في هذه المناسبة صمود أهالي غزة وفلسطين الذين علموا العالم معنى الصبر والتمسك بالأرض وأرجو من الله أن يثبتهم وينصرهم. تحدثت سابقاً عن هذه التجربة التي واجهتها منذ عامين حيث سافرت أنا وشقيقي وشاركنا في البطولة دون وجود أهلي أو أي مرافق معنا، الأمر الذي أدى إلى وضعنا بموقف صعب وعلينا اتخاذ القرار منفردين ولكن تعلمنا من أهلي قبل السفر الانتباه من وجود لاعبي العدو ضمن البطولة والتنبه أثناء أخذ الصور مع أناس نجهلهم. وقد تكرر الموقف معي في بطولة العالم للناشئين في جورجيا مع لاعبة أيضاً حيث رفضت اللعب أيضاً والحمد لله لم يؤثر الموضوع على مسيرتي في اللعبة حيث أن شروط الإتحاد الدولي قاسية حول هذا الموضوع وتعاقب اللاعب الذي يرفض اللعب في هذه المواقف. وأقول بالفم الملآن لو تكرر الموضوع معي ألف مرة أو خيرت بين اللعب أو التعرض لعقوبة الحرمان من اللعب سيكون قراري واحد وهو قضية فلسطين".

قدوة فواز بطل العالم السابق وصاحب أعلى تصنيف في تاريخ اللعبة ماغنس كارلسن وبطلتها المفضلة هي بطلة العالم السابقة المجرية جوديت بولغار التي يشبهها الكثيرون بها من حيث طريقة اللعب ومنافسة اللاعبين الرجال.

الى جانب الشطرنج تهوى لعب كرة القدم وكرة السلة وتحاول أن تطور مستواها في هذه الألعاب ولكن لا يمكن أن تصل مع الدراسة والشطرنج للاحتراف في نفس الوقت في هذه الألعاب.

الدعم مفقود

تتابع كلامها "طموحي البعيد أن أصبح بطلة العالم في اللعبة وهناك أحلام أخرى منها إحراز بطولة لبنان للرجال مثل البطلة كناريك موراديان وأيضاً بطلة العرب وآسيا للسيدات. وارى ان اللعبة في تطور دائم في أرجاء العالم كافة حيث تخاض في هذا الوقت بطولة المرشحين ويوجد فيها 4 لاعبين دون 20 سنة ويحقق اللاعبين الصغار حول العالم نتائج باهرة مع تطور برامج الكمبيوتر والتحضيرات المنزلية. للأسف منذ بداياتي ولغاية اليوم لم أحصل على أي دعم من أحد سوى بعض كلمات التشجيع والصور التذكارية ولم يتم تغطية نفقات السفر للخارج سوى مشاركتي في أولمبياد الهند وبطولة العرب للسيدات في السودان عام 2023 التي كانت على نفقة الاتحاد اللبناني والعربي والدولي والدول المنظمة، والنادي مرة واحدة قام بتغطية تذكرة سفري إلى بغداد +2021. أرى ان التدريب في لبنان يفتقر إلى الاحترافية والاستدامة فلا يوجد أكاديميات ولا معسكرات ولا تغطية لنفقات السفر للخارج من قبل الإتحاد ولا يتم استقدام أساتذة كبار لتدريب الناشئين وتقتصر النشاطات على البطولات الودية في المناطق اللبنانية برعاية الاتحاد بالإضافة إلى البطولات الرسمية".

وترى انه بالمقارنة مع التدريب الموجود في أوروبا والهند ودول الخليج يفتقر لبنان لكل ما ذكرت سابقاً بالإضافة لعدم وجود خطة طويلة الأمد لرفع مستوى اللعبة او التخطيط لحصد الألقاب عربياً، آسيوياً ودولياً خاصة على صعيد الإناث.

وتواصل "في معظم الأحيان نكون في بعثات دون وجود مدربين أو بعض الأحيان دون رؤساء للوفود من الإتحاد حيث يتم الاستعانة بأهالي اللاعبين المرافقين لأولادهم لرئاسة الوفود. ومعظم التدريب هو في المنزل مع شقيقي ووالدي ومؤخراً أحضر والدي لي مدربا ولشقيقي من سوريا آرام آدم الّذي ساعدنا على رفع المستوى. وكلفة المشاركة الخارجية لمدة 10 أيام على الأقل تتضمن رسوم التسجيل – فيزا- تيكيت- إقامة في الفندق- وجبات الطعام (في حال عدم وجود استضافة من الدولة المضيفة) حيث تبلغ تكلفة اللاعب الواحد حوالي 1500دولار وأكثر في بعض الأحيان. اماتكلفة مشاركاتي الخارجية على نفقة والدي وبعض الأصدقاء في أكثر الأحيان.

مستوى لبنان عربياً ودولياً

تكمل فواز "للأسف معظم من يحرز بطولة لبنان أسماء تتكرر منذ التسعينات مع وجود استثناء لبعض الشباب أو الصبايا الناشئين. ان أعلى تصنيف في لبنان منذ أكثر من 30 سنة للأستاذ الدولي فادي عيد بتصنيف 2327 وهو لا يشارك في البطولات منذ أكثر من 5 سنوات وعدد اللاعبين فوق تصنيف 2000 لا يتجاوز 20 لاعبا. اما على صعيد الإناث: الأعلى تصنيفاً في لبنان الأستاذة الدولية كناريك موراديان وهي مقيمة خارج لبنان لا تشارك في البطولات المحلية وتشارك في بعض الأوقات مع منتخب لبنان للسيدات في أولمبياد الشطرنج فقط. وفي أولمبياد الشطرنج عام 2022 حل منتخب لبنان للرجال في المركز 98 من أصل 188 فريق وحل منتخب السيدات في المركز 111 من أصل 162 فريقا".

تختم "هواياتي المفضلة لعب كرة القدم وقراءة الكتب والقصص والجمباز. وأطمح بالذهاب إلى الولايات المتحدة والدراسة في جامعة هارفرد والتخصص باللغة الإنكليزية أو التخصص في مجال الطيران. اما رسالتي أولاً إلى الدولة ووزارة الشباب والرياضة والإتحاد اللبناني أتمنى دعم موهبتي والمواهب المماثلة لرفع المستوى في التدريب والمشاركات الخارجية للحصول على الألقاب ولأصبح أول wgm بتاريخ لبنان وتحقيق أحلامي في الحصول على لقب بطلة العرب للسيدات والمنافسة على لقب بطولة العالم و أنصح الشباب والصبايا بتعلم اللعبة وممارستها كونها تساعد في تقوية الشخصية والثقة بالنفس وتنشيط الدماغ ورفع المستوى العلمي كما تساعد في الابتعاد عن الآفات التي يتعرض لها الشباب من الإدمان على المخدرات والكحول والتدخين ووسائل التواصل الاجتماعي كما أنها تساعد على السفر وزيارة دول العالم وزيادة الثقافة للاعب فأنا بعمر 13 سنة زرت لغاية اليوم أكثر من 15 دولة. أخيرا، أتمنى الحصول على رعاية من الدولة والإتحاد والحصول على راع رسمي لي ولشقيقي لمساعدتنا في التدريب والمشاركات الخارجية والوصول إلى العالمية ورفع اسم لبنان عاليا". 


الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟