اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة تستغرق يوما واحدا وتُعد الأولى له منذ أكثر من عقد، يناقش خلالها ملفات عدة، أبرزها تقاسم المياه وصادرات النفط والأمن الإقليمي.

وكان في استقبال أردوغان لدى وصوله إلى مطار بغداد الدولي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومسؤولون آخرون.

ويرافق أردوغان في زيارته إلى العراق وزراء الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، والداخلية علي يرلي قايا، والتجارة عمر بولاط، والنقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، والزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح قاجر.

ومن المقرر أن يلتقي أردوغان خلال زيارته نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء العراقي، وسيُعقد بعد ذلك مؤتمر صحفي مشترك، يليه توقيع سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.

ومن المتوقع أن يوقع الطرفان على اتفاقيتين إستراتيجيتين وأكثر من 20 مذكرة تفاهم، أبرزها بشأن ملف المياه والزراعة والاقتصاد والتبادل التجاري.

يذكر أن آخر زيارة لأردوغان إلى العراق كانت في عام 2011 حينما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، وخلال تلك الزيارة، دعا أردوغان السلطات العراقية إلى تعزيز التعاون مع أنقرة في مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الحكومة التركية وحلفاؤها الغربيون على أنه "إرهابي".

تاريخ ومصالح مشتركة

وبعد الانتهاء من لقاءاته في بغداد، سيتوجه الرئيس أردوغان برفقة وفده إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991.

وقبيل الزيارة، أكد السوداني على وجود تاريخ مشترك ومصالح مشتركة وفرص بين العراق وتركيا. وأشار إلى أن المسائل المطروحة ستشمل القضايا الأمنية وملف المياه، وأنها ستكون في مقدمة جدول الأعمال.

وخلال ندوة في مركز "المجلس الأطلسي" للأبحاث على هامش زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، أضاف السوداني أن هناك رغبة حقيقية من كلا البلدين للذهاب إلى الحلول ومعالجة جميع القضايا المطروحة بشكل شامل، ولن يتم التركيز على محور واحد على حساب الآخر.

ومن جانبه، أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين أن المحادثات ستتناول قضايا الاستثمار والتجارة والملفات الأمنية بين البلدين، إضافة إلى إدارة الموارد المائية.

وفي منتصف نيسان الجاري، أشار أردوغان إلى أهمية مسألة المياه وضرورة بحثها خلال زيارته المرتقبة إلى العراق نظرا للطلبات التي تقدمت بها بغداد في هذا الصدد، مؤكدا أن تركيا ستبذل جهودا لحلها.

تعاون أمني

ووصف المحلل السياسي علي البيدر زيارة أردوغان بأنها "بالغة الأهمية"، مشيرا إلى وجود جدية هذه المرة بعدما أدرك كل من الطرفيْن ضرورة الوصول إلى توافق ونوع من التهدئة في هذه المرحلة، لتحقيق رغبات وإرادة الحكومتين في ظل التقلبات التي تشهدها المنطقة.

ومن المتوقع أن تحظى المسألة الشائكة لحزب العمال الكردستاني باهتمام خاص، إذ قامت تركيا على مدى السنوات الـ25 الماضية بإنشاء العديد من القواعد العسكرية في إقليم كردستان العراق بهدف محاربة الحزب، الذي ينشئ بدوره قواعد خلفية في هذه المنطقة.

وتنفذ القوات التركية بشكل متكرر عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم في شمالي العراق، مما أثار احتجاجات متكررة من الحكومة العراقية المركزية.

وبالنسبة للتعاون بين العراق وتركيا في هذا الشأن، فقد أبدى وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي استبعاد إجراء "عمليات مشتركة". لكنه أشار إلى أن أنقرة وبغداد ستعملان على إنشاء "مركز تنسيق استخباراتي مشترك".

ومن جهته، أكد المستشار علاء الدين أن الملف الأمني سيكون له "وجود مميز خلال هذه الزيارة"، متحدثا عن نوع من التعاون يخص حماية الحدود بين العراق وتركيا لمنع أي هجوم أو تسلل لجماعات مسلحة عبر حدود البلدين.

وأوضح أن هذا الموضوع سيُناقش، لكن العمل على التفاصيل الدقيقة والإعلان عنها سيأتي لاحقا.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟